jasminsnews - فيزيون
فيزيون

فيزيون

يتابع قسم العدالة البيئية للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بانشغال ملف دخول حاويات نفايات منزلية ومشابهة قادمة من نابولي الايطالية في إطار صفقة توريد مشبوهة لشركة غير مقيمة SOREPLAST والحاصلة على رخصة نشاط لفرز وتثمين ورسكلة النفايات البلاستيكية. وقد قامت الشركة المذكورة بإدخال عدد 72 حاوية نفايات في جوان الفارط وقع تخزينها في مقر الشركة بمنطقة الموردين بالقرب من مصب النفايات بوادي لاية بسوسة. وقد قام أعوان الديوانة آنذاك في اطار عملية تفتيش بمستودع الشركة الموردة بتسجيل مخالفة بالنظر الى المغالطة الحاصلة في التصريح الديواني والتي دخلت على أساسها النفايات تحت التصنيفة الديوانية 15/39 (نفايات بلاستيكية) في حين أنها نفايات متنوعة تخضع للتصنيفة 25/35 (نفايات منزلية) والتي يمنع توريدها كليا طبقا للقانون عدد 41 لسنة 1996 المؤرخ في 10 جوان 1996 المتعلق بالنفايات وبمراقبة التصرف فيها وإزالتها ولاتفاقية Bâle  التي تحجر تداول النفايات المنزلية .وبينما كان المورد يكسب الوقت بعد أن طالبته مصالح الديوانة بإعادة تصدير الحاويات الممنوعة، حلت بميناء سوسة 212 حاوية جديدة من الشريك الإيطالي الذي لا هم له سوى التخلص من نفاياته لامتصاص غضب الشارع الإيطالي بعد تراكم النفايات. وقد قامت مصالح الديوانة بحجز الدفعة الثانية من النفايات التي يتقاضى الجانب التونسي ما يعادل ال 150دينار عن كل طن منها وفق العقد المبرم مع الشركة الإيطالية الهادف الى دفن قرابة ال 120 ألف طن بالمصبات التونسية.

وحيث يستنكر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية تواصل هذه الكارثة البيئية منذ ما يقرب الستة أشهر، فإنه ينوه بالنقاط التالية:

  • من الواضح تغول بعض الشركات وضغطها المتواصل على أجهزة الدولة ومختلف الوزارات لتحقيق مصالحها التي تتنافى مع حق المواطن في الصحة وفي بيئة سليمة ومع سيادة الدولة على ترابها ومجالها الطبيعي. ويزيد الطين بلة فيما يخص الاستثمار في قطاع النفايات، القانون عدد 14 المؤرخ في 30جانفي 2001 والذي يقضي بتبسيط الإجراءات الإدارية الخاصة بالتراخيص المسلمة من طرف وزارة البيئة  والتهيئة الترابية في المجالات الراجعة لها بالنظر مما يسهل على أمثال الشركة التونسية المذكورة التلاعب بالشروط المنصوص عليها من دراسة تأثير المحيط وكراس الشروط والتنديد بأي تعطيل حاصل تحت غطاء عرقلة الاستثمار.
  •    إن غياب دور مصالح الدولة في مراقبة هذه الشركات والصرامة قبل منحها التراخيص اللازمة أمر مستراب خاصة وهذه المشاريع تنشر الموت وتتسبب في التدهور البيئي وتلوث الطبقة المائية والهواء خاصة وهي تحوي نفايات طبية وكيميائية.
  • ان البلاغ الصادر عن وزارة البيئة والشؤون المحلية بخصوص فتح تحقيق اداري في الغرض والذي تحمل فيه المسؤولية كاملة للشركة الموردة والحال أنه إن قامت الوكالة الوطنية لحماية المحيط التابعة لها بالنظر بالمراقبة اللازمة بعد مصادقتها على دراسة تأثير المحيط لما وصلت هذه النفايات الى تراب تونس.
  •  لسائل أن يسأل عن دور الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات التي اكتفت بتسليم كراس الشروط للشركة على أساس خزن ورسكلة واستخراج حبوب البلاستيك دون أي تتبع لمدى مطابقة نشاط الشركة للمنصوص عليه بالكراس.
  •  إن هذه الحادثة ترتقي الى جريمة بحق أهالي المنطقة خاصة والدولة التونسية عامة. ويجدر التذكير بأن سياسة تونس في التصرف في النفايات تعرف اخلالات عديدة في علاقة بطريقة التخلص من النفايات واعتماد سياسة الردم. وخير مثال على فشل هذه السياسة الكوارث الحاصلة والاحتجاجات في مصبات برج شكير وعقارب والرحمة وغيرها.
  • يجب التحذير من الأريحية التي يتصرف بها الجانب الاوروبي في الشأن التونسي في علاقة بالنفايات، وتجدر الإشارة أن من أكبر الشركات المتصرفة في المصبات التونسية إيطالية (ECOTI) وفرنسية Segor.

 

وبناءا على هذا فإن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية:

  • يؤكد على ضرورة فتح تحقيق مباشر مع الأطراف والمؤسسات المتواطئة مع هذا الملف ويندد بغياب الدور الرقابي على هذه المصانع الملوثة والجالبة للموت السريع للشعب التونسي.
  •   يدعو الجهات المختصة الى إجبار الشريك الإيطالي على قبول إعادة تصدير نفاياته على ان يتكفل مع الشركة التونسية المخالفة بمصاريف هذه العملية الديوانية وذلك طبقا للقوانين التونسية والدولية ودون الرجوع الى العقد المبرم بين الشركتين الذي تخدم كل بنوده كلا الطرفين.

 

قسم العدالة البيئية للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية

 

 

عقد رئيس الحكومة هشام مشيشي بعد ظهر اليوم الثلاثاء 03 نوفمبر 2020 بقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد ندوة صحفية تطرق فيها إلى تحديات الظرف الاقتصادي للفترة الحالية وأهم الاستعدادات للفترة المقبلة من خلال مشروع الميزانية التعديلي لسنة 2020 ومشروع ميزانية الدولة لسنة 2021 وجملة من الإجراءات المصاحبة.
وأفاد رئيس الحكومة أن اللقاء الذي جمعه قبيل هذه الندوة بعدد من الخبراء والفاعليين الاقتصاديين والماليين يأتي في إطار الاستماع إلى آرائهم وتصوراتهم حول التعاطي مع الوضع الاقتصادي وسبل تجاوز الظرف الحالي الذي يتسم بالصعوبة خاصة على مستوى تفاقم معدلات التضخم والعجز المالي وتدهور المالية العمومية سيما في ظل التداعيات السلبية لأزمة كورونا على ذلك.
وأوضح رئيس الحكومة أن صعوبة الوضع الاقتصادي والمالي التي تعاني منها تونس مردّه تراكمات سنوات طويلة وعدم إرساء منوال اقتصادي واضح المعالم يهدف إلى تنمية الواقع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد بالطريقة الناجعة مشددا على حرص الحكومة على إعادة النظر في مشروع قانون المالية التعديلي لسنة 2020 بعد سحبه مؤخرا، واعتزامها إعادة النظر في بعض أحكامه وإعادة طرحه على لجنة المالية بمجلس نواب الشعب، مضيفا ان الهدف من هذا الإجراء وغيره من الإجراءات المصاحبة، التي ستراعي مبادئ الدقة والوضوح والشفافية، هو تنفيذ إصلاحات ترمي إلى الخروج من تحديات الازمة الاقتصادية الراهنة ومن التداعيات السلبية لجائحة كورونا.
وأبرز هشام مشيشي أن العمل يجري على دراسة الحلول الكفيلة للتخفيف من حدة تدهور الوضع الاقتصادي والمالي ودفع النمو الاقتصادي بالتعاون مع البنك المركزي ومع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين لإيقاف هذا النزيف مذكرا في ذات السياق بتواصل اللقاءات بين الحكومة والبنك المركزي حرصا على مزيد التشاور حول امكانية مساهمته في تمويل الميزانية ودفع الاقتصاد الوطني في إطار علاقة من الوضوح والشفافية وبالتوازي مع التمسك باستقلالية هذه المؤسسة.
كما أكد رئيس الحكومة التزام الدولة التونسية بتعهداتها الدولية مع الصناديق والمؤسسات المالية المانحة في مناخ يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الطرفين ويقوم على التشاور والحوار ووضوح الرؤية حول الوضعية الاقتصادية لبلادنا في الظرف الراهن مشيرا في هذا الإطار، وعلى عكس ما يروّج له، إلى أن اقتصاد البلاد يظل بعيدا كل البعد عن هاوية الإفلاس ومذكرا بأن مشروع ميزانية الدولة للسنة القادمة يتضمن جملة من الإجراءات المالية والاقتصادية الجديدة تـُضاف إلى عدد الإجراءات الضامنة لعدم انحدار الاقتصاد إلى هذا مستويات دنيا.
وشدد رئيس الحكومة خلال هذا الندوة على أهمية وقيمة العمل في مختلف الميادين الحيوية والأنشطة سواء العمومية منها أو الخاصة مشددا على ضرورة تواصل الإنتاج بكل المواقع والخطوط والمجالات وخاصة الحيوية منها على غرار البترول والفسفاط وعدم سماح الدولة بتعطيل مصادر الثروات الوطنية مهما كانت الأسباب مشيرا في هذا الصدد إلى التواصل والحوار مع مختلف الأطراف الاجتماعية الفاعلة للوصول إلى حلول تفضي إلى تجاوز العوائق القائمة. كما شدد في ذات السياق على حرص الدولة على إنفاذ قوة القانون للحيلولة دون تواصل تعطيل الإنتاج.
على رغم أن حاكم مصرف لبنان تصدّر مشهد الإجهاز على التدقيق الجنائي وتفجيره في النهاية، يمكن القول إن في السلطة من فخخ مسار التدقيق منذ البداية، تمهيداً لإسقاطه لاحقاً حين تصل الكرة إلى ملعب الحاكم.

ما إن باشرت شركة “آلفاريز آند مرسال” عملها على ملف التدقيق الجنائي حتّى تمنّع مصرف لبنان عن التعاون معها، بداية من رفضه السماح لها بالاحتكاك بموظّفيه وتوجيه الأسئلة لهم، وصولاً إلى رفض دخولها إلى أروقة المصرف والعمل داخل مكتب هناك. فحين وصلت الكرة إلى ملعب رياض سلامة، استفاد من كل الألغام الموجودة أساساً في ملف التدقيق لتفجيره، وتحديداً تلك الألغام المتعلّقة بحواجز السريّة المصرفيّة التي تفرضها القوانين اللبنانية. التسوية كانت أن يتم توجيه الأسئلة للحاكم والإجابة عنها من خلال مفوّضيّة الحكومة لدى المصرف المركزي، وهذا ما حصل. أما النتيجة فكانت رفض مصرف لبنان تزويد الشركة بأكثر من 100 مستند مطلوب لإجراء التدقيق، فيما لم تمثّل المستندات التي أرسلها سوى مجموعة من المعلومات المتاحة للعموم. وهكذا، علمت شركة التدقيق أنّ مستقبل عقدها مع وزارة الماليّة مصيره الفشل، وبدأت تعد العدّة للانسحاب من المشهد.

التدقيق الجنائي وصندوق النقد

دخل التدقيق الجنائي إلى قاموس الحياة السياسيّة اللبنانيّة من بوّابة مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي. فبالنسبة إلى الصندوق، لا يمكن منح لبنان أي قروض أو مساعدات قبل فهم مصدر الخسائر التي ألمّت بميزانيّات المصرف المركزي وتراكمت فيها على مدى السنوات الماضية، خصوصاً أنّ عدم كشف هذه الحقائق سيعني عمليّاً إمكان تكرار السيناريو ذاته مجدّداً، مع ما يعنيه هذا الأمر من تبديد لأموال قروض صندوق النقد إذا تم الحصول عليها وعدم قدرة لبنان على الإيفاء بالتزاماته للصندوق. علماً أن شركة لازارد كانت قد قدّرت في تقريرها الأوّل حجم الخسائر المتراكمة في ميزانيّات مصرف لبنان بنحو 63.6 مليار دولار، وهو ما يوازي وحده نحو 113 في المئة من الناتج المحلّي للبلاد في السنة الماضية. وهكذا، تحوّل التدقيق الجنائي إلى شرّ لا بدّ منه بالنسبة إلى أقطاب السلطة، خصوصاً أن الدخول في برنامج مع الصندوق لم يعد ضروريّاً للحصول على قروض الصندوق فقط، بل بات مسألة مصيريّة لكون جميع الجهات الدوليّة المانحة أو المقرضة الأخرى أصبحت تربط قروضها أو مساعدتها بدخول لبنان في برنامج مع صندوق النقد، حيث تعتبر هذه الجهات أن برامج الصندوق تمثّل ضمانة لإلتزام لبنان ببرنامج إصلاحي متكامل. وربّما لهذا السبب تحديداً، أصرّ بيار دوكان مبعوث الرئيس الفرنسي لتنسيق الدعم الدولي للبنان، على إبلاغ جمعيّة المصارف بنبرة حاسمة جدّاً: عدم إجراء التدقيق الجنائي سيعني اختفاء لبنان!

بالتالي، لم يرتبط دخول الفكرة فعليّاً بحرص أقطاب السلطة على الشفافيّة ومصارحة اللبنانيّين بأسباب الأزمة اللبنانيّة، بل كانت الفكرة بالنسبة إليهم مجرّد التزام فُرض عليهم بالقوّة. ومن الناحيّة العمليّة، ومنذ طرح الفكرة، بدأ معظم أقطاب الحكم بالسعي إلى زرع العراقيل والألغام في هذا الملف لتفجيره والإجهاز عليه، أو على الأقل إفراغه من جوهره وتحويله إلى تدقيق شكلي غير قادر على كشف أي شيء. أمّا العهد ورئيس الحكومة السابق حسّان دياب، فحاولا منذ البداية استخدام الملف إعلاميّاً لمحاصرة حاكم المصرف المركزي وتطويقه، لتصفية حسابات شخصيّة سابقة، من دون أن يسعيا فعلاً إلى معالجة العراقيل القانونيّة التي تعرقل مسار التدقيق الجنائي. باختصار، أرادا من التدقيق الجنائي الضجة الإعلاميّة التي تصوّر حاكم مصرف لبنان بصورة المرتكب الذي تتقفّى أثره شركات التدقيق، لكن من دون أن يحدث التدقيق الجنائي فعلاً. 

التدقيق الجنائي والتدقيق المحاسبي

قبل الدخول في شرح المسار الذي أفضى إلى اغتيال التدقيق الجنائي، قد يكون من المفيد الدخول في توضيح تقني لمعنى التدقيق الجنائي، وما يميّزه عن التدقيق المحاسبي العادي، خصوصاً أن حاكم المصرف المركزي لطالما تفاخر بأنّ ميزانيّاته تخضع سنويّاً لتدقيق محاسبي من قبل شركتين عالميّتين. 

ففي التدقيق المحاسبي العادي، تختار شركات التدقيق عادةً عيّنات من العمليّات المحاسبيّة التي تم تسجيلها في مؤسسة ما، لتدرس نوعيّة الإجراءات أو القيود التي يتم اعتمادها لتسجيل هذه العمليّات. وفي العادة، تصرّح شركات التدقيق المحاسبي منذ البداية بأن مسؤوليّتها هي إعطاء الرأي بخصوص طريقة تسجيل القيود، أما إعداد المعلومات والبيانات نفسها، فهو من مسؤوليّة إدارة المؤسسة موضوع الدرس وليس شركة التدقيق، أي أن شركة التدقيق المحاسبي لا تتدخّل في ما وراء الأرقام والقيود التي أعدّتها الإدارة لتدرس إمكان حصول عمليّات تزوير أو فساد أو عمليّات كسب غير مشروع. 

عمليّاً، كما ذكرنا سابقاً، كانت قيود مصرف لبنان وميزانياته تخضع إلى نوع من التدقيق من شركات عالميّة بتكليف من المصرف نفسه. وعلى رغم محدوديّة نطاق هذا التدقيق، أبدت شركة “ديلويت آند توش” –إحدى الشركات المكلّفة بهذه المهمّة- تحفّظات كبير على ممارسات محاسبيّة غريبة قام بها مصرف لبنان بالنسبة إلى ميزانيّات عام 2018، من قبيل إخفاء الخسائر المتراكمة في أحد بنود موجودات المصرف تحت مسمّى “أصول أخرى”، وتسجيل أرباح لم تتحقق بعد من طبع النقد تحت بند الأصول. كما تحفّظت شركة التدقيق المحاسبي على أمور أخرى كعدم السماح لها بإجراء جردة على موجودات مصرف لبنان من الذهب. 

أما في حالة التدقيق الجنائي، فتختلف الأمور. شركات التدقيق الجنائي غالباً ما تذهب ما وراء الرقم، لتبحث في أسباب حصول هذه العمليّات، إضافة إلى المستفيدين منها وإمكان انطواء هذه العمليّات على كسب غير مشروع. وبينما قد تبدو عمليّات كثيرة صحيحة من الناحية المحاسبيّة البحت، تذهب شركة التدقيق الجنائي إلى الربط بين هذه العمليّات المختلفة، وتحاول البحث عن احتمالات حصول عمليّات احتياليّة تلتف على القواعد المحاسبيّة المعتمدة. باختصار، ينطلق التدقيق الجنائي من فرضيّة حصول الاحتيال محاولاً البحث أبعد من القيود، فيما ينطلق التدقيق المحاسبي من فرضيّة سلامة المعلومات –على مسؤوليّة إدارة المؤسسة موضوع التدقيق- محاولاً التحقق من سلامة طريقة تسجيل القيود.  

تفخيخ قانوني

من الواضح، بحسب طبيعة عمل شركات التدقيق الجنائي، أن تثير الفكرة بحد ذاتها هواجس ومخاوف كثيرة لدى جميع أقطاب السلطة، خصوصاً كون دهاليز المصرف المركزي والقطاع المالي تحتوي على قدر لا يمكن الاستخفاف به من المصالح المتقاطعة بين النافذين في المنظومة الماليّة وأصحاب القرار في السلطة السياسيّة. ولذلك، بدأ العمل على تفخيخ مسار التدقيق الجنائي منذ اللحظة الأولى التي جرى فيها طرح هذه الفكرة على طاولة مجلس الوزراء.

منذ البداية، أدرك المستشارون المتحمّسون لهذا الموضوع، انطلاقاً من حماستهم للدخول في برنامج مع صندوق النقد، أن ثمّة عوائق قانونيّة واضحة ينص عليها قانونا النقد والتسليف والسريّة المصرفيّة. فمن الطبيعي أن يتعذّر الحصول على معلومات وافية عن طريقة تهريب سيولة القطاع المالي والأطراف المستفيدة من هذه العمليّة في المرحلة التي تلت الانهيار المصرفي الكبير، طالما أن قانون السريّة المصرفيّة يحرّم إفشاء أي معلومات تخص الحسابات الدائنة لدى المصارف، كما يحرّم الحصول على أي معلومات تتعلّق بحركة هذه الحسابات ومآل التحويلات التي أجريت منها. كما من البدهي أن يتعذّر الحصول على معلومات تخص طريقة حصول الهندسات الماليّة وفئات المودعين التي استفادت منها، كون الحصول على معلومات تخص حركة الودائع في النظام المصرفي محميّة بموجب القانون نفسه.

حين وصلت الكرة إلى ملعب رياض سلامة،

استفاد من كل الألغام الموجودة أساساً في ملف التدقيق لتفجيره.

ولهذا السبب، سعى هؤلاء الاستشاريّون إلى الدفع باتجاه صوغ مشروع قانون يحتوي تعديلات على القوانين التي تعيق إجراء التدقيق الجنائي، من أجل إزالة هذه العراقيل القانونيّة قبل إجراء التدقيق، وقد طرحت وزيرة العدل في ذلك الوقت ماري كلود نجم هذا الموضوع بالفعل على الحكومة. لكنّ مجلس الوزراء سرعان ما تغاضى عن الدخول في هذا المسار القانوني، ولم يعمل المجلس على صوغ مسودّة أي مشروع قانون لهذه الغاية. في المقابل، لم تتحرّك لجنة المال والموازنة على هذا الخط، مع العلم أنّها اللجنة التي كان يفترض أن تحرّك الموضوع بحكم اختصاصها، فيما رئيس اللجنة إبراهيم كنعان من التيار المحسوب على العهد، والذي لطالما لوّح بالتدقيق الجنائي كشعار في مواجهة حاكم مصرف لبنان. ومع سقوط فكرة إقرار التعديلات القانونيّة المطلوبة لإنجاز التدقيق، أدرك الجميع أن التدقيق الجنائي سيكون أمام احتمالين: إما أن يكون تدقيق شكلي وفضفاض لا يكشف شيئاً، وإما أن يفشل إنجازه منذ البداية. لقد تم هنا وضع اللغم الأوّل في عربة التدقيق الجنائي. 

الإطاحة بشركة كرول

اللغم الثاني، تعلّق بهويّة الشركة التي ستقوم بهذا التدقيق. ففي البداية، طُرح اسم شركة “كرول” لتقوم بهذا التدقيق، علماً أن شركة “كرول” تُعد من الشركات المتخصصة بهذه المسألة تحديداً، وكان من المتوقّع أن ترفض “كرول” أن تتورّط بتدقيق شكلي لا يملك كامل مقوّمات التدقيق الجنائي الحقيقي، نظراً إلى خطر هذه المسألة على سمعتها العالميّة. هنا، تصدّر الثنائي الشيعي المشهد ورفع الفيتو في وجه “كرول” من بوابة علاقتها مع إسرائيل، على رغم أن جميع الشركات الاستشاريّة العالميّة بما فيها تلك التي كانت تعمل كمدقق محاسبي في مصرف لبنان تمتلك مكاتب في إسرائيل ويعمل فيها إسرائيليون. 

في أي حال، كانت نتيجة هذا الفيتو الاستغناء عن فكرة الاستعانة بشركة “كرول”، فيما قرر مجلس الوزراء بدفع من وزير الماليّة الانتقال إلى شركة “آلفاريز آند مرسال”، التي تتنوّع أنشطتها على مروحة واسعة من الخدمات الاستشاريّة الماليّة، فيما لا يمثّل التدقيق الجنائي إحدى المسائل الأساسيّة التي تتخصص بها. علماً أن الشركة نفسها تعرّف عن نفسها كشركة رائدة في مجال تطوير الأداء وإدارة التحوّل لدى الشركات، وهو ما أعطى السلطة بعض الأمل بإمكان الاتفاق مع الشركة على تدقيق شكلي قد لا يمكّنها من الدخول في الكثير من التفاصيل التي لا يريد أحد الدخول فيها.

ألغام العقد

تم التفخيخ إذاً: العراقيل القانونيّة موجودة وحاضرة ليستخدمها سلامة حين يشاء، وشبح “كرول” صار خارج الصورة، والكرة صارت في ملعب وزير الماليّة في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني للتفاهم مع “آلفاريز آند مرسال” على تفاصيل عقد التدقيق. وما إن خرج العقد إلى العلن، حتّى تبيّن أن مسار التدقيق الجنائي جرى الإجهاز عليه هنا كليّاً. لم يعمل وزني بكثير من المقترحات التي طالبت بضم مجموعة “أغمونت” العالميّة كطرف في هذا العقد، مع العلم أن مجموعة “أغمونت” تمثّل منتدى دولي لوحدات المعلومات الماليّة، وكان دخولها كفيل بضبط أداء مصرف لبنان خلال هذا المسار كون المصرف منضوي في هذه المجموعة وملزم بالإمتثال لها. أما حجّة الوزير فكانت إجرائيّة بحت: مجلس الوزراء كلّفني بتوقيع العقد مع “آلفاريز آند مرسال”، ولا أملك صلاحيّة ضم طرف ثالث. ضاعت المسؤوليّة هنا بين الوزير والمجلس، تماماً كما ضاعت مسؤوليّة كل الألغام السابقة. 

أما العقد نفسه، فمفخخ بكثير من الألغام الأخرى. نطاق أعمال الشركة لا يضم الكثير من الأمور التي حرص اللبنانيّون على معرفة تفاصيلها، كإمكانيّة حصول عمليّات تهريب لسيولة النظام المصرفي بعد تشرين الأوّل من العام الماضي، مع العلم أن شركة التدقيق كانت قادرة على تأكيد حصول عمليّات التهريب هذه، ولو كانت معرفة هويّة الأطراف التي إستفادت من هذه العمليّات متعذّرة –كما ذكرنا- بفضل حواجز السريّة المصرفيّة. أما ما جرى ضمّه إلى نطاق أعمال عقد التدقيق فعلاً، فهو مجموعة من المهمّات التي كان يعرف من صاغ العقد أنّها لن تنكشف بفضل العراقيل القانونيّة، كحركة الودائع خلال فترة حصول الهندسات الماليّة مثلاً. 

طار التدقيق

هكذا إذاً تم تفخيخ العقد الجنائي بألاعيب محكمة منذ البداية، وهكذا وصل ملف التدقيق جثّة هامدة حين وضع حاكم مصرف لبنان يده عليه، فالحواجز القانونيّة كانت حاضرة لتكون حجّة الحاكم لرفض التعاون، وغياب آليّات فرضه كانت حاضرة للتملّص من الامتثال لطلبات الدقيق، أمّا اللجنة التي عيّنها وزير الماليّة للإشراف على التدقيق فغاب عنها أي خبير متخصص بالتدقيق الجنائي وهو ما سهّل تهرّب الحاكم من طلبات اللجنة. باختصار، لن يكشف آثار الجريمة من ارتكبها، فأقطاب الحكم الذين لطالما تشابكت مصالحهم وارتكاباتهم مع مصالح وارتكابات القطاع المالي، لن يسهّلوا حكماً الكشف عما حصل من جرائم ماليّة كانت نتيجتها أكبر انهيار مصرفي عرفه العصر الحديث.

 

تفاعلا مع ما يتم تداوله حول ملف توريد نفايات من إيطاليا، يهم وزارة الشؤون المحلية والبيئة تقديم التوضيحات التالية:
تؤكد وزارة الشؤون المحلية والبيئة أنها لم تقدم قطعا أي ترخيص لهذه الشركة أو غيرها لتوريد نفايات من الخارج.
حيث تعمّدت الشركة القيامَ بعديد المغالطات في مختلف إجراءاتها وخاصة فيما يتعلق بإجراءات التوريد المحددة بالتشريعات الوطنية والإتفاقيات الدولية وكذلك بخصوص تصنيف النفايات ضمن ملف التصريح الديواني بالإضافة إلى مخالفة ما جاء بدراسة المؤثرات على المحيط والتي تحدد التزامات الشركة لتعاطي نشاطها.
و بالتفطن من طرف مصالح الديوانة إلى هذه المُغالطات تم خلال جلسة العمل المنعقدة بتاريخ 8 جويلية 2020 وبحضور كافة الوزارات المعنية (من بينها الوزارة المكلفة بالبيئة) إقرار عدم قبول الحاويات مستقبلا وإلزامية إرجاع كامل الكميات الموردة سابقا للمصدر.
وللعلم فإن الشركة المذكورة قامت بدراسة المؤثرات على المحيط بتاريخ 18 ماي 2020 لإنجاز وحدة لرسكلة نفايات بلاستكية صناعية (Déchets plastiques post industriels) بالمنطقة الصناعية بسيدي عبد الحميد من ولاية سوسة كسائر المؤسسات العاملة في القطاع و تحصلت على عدم اعتراض الوكالة الوطنية لحماية المحيط على الدراسة وذلك لاستيفائها جميع الشروط.
كما تحصّلت الشركة من الوكالة الوطنيّة للتصرف في النفايات على كرّاسات الشروط لجمع ونقل وخَزن ورسكلة النفايات البلاستيكيّة الصناعية.
إلا أن الشركة خَالفت ما جاء في كراسات الشروط المُقدمة للوكالة الوطنية لحماية المحيط ووكالة التصرف في النفايات، واستوردت نفايات مخالفة وغير مرخّص لها ممّا استوجب تدخُّل الوحدات الديوانية لمنعها من إدخال هذه النّفايات للتراب التونسي.
هذا وتأكد وزارة الشؤون المحليّة والبيئة التزامها بمُقتضيات حماية البيئة من خلال تأهيل المنظومة التشريعيّة والإجرائيّة وفقا للتطورات والإتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالبيئة واستدامة التنميَة.
ولمزيد التحري أذن السيّد وزير الشؤون المحليّة والبيئة بفتح تحقيق إداريّ حولَ الموضوع.
كما لن تتوانى مصالحُ الوزارة في اتّخاذ جميع الإجراءات القانونيّة والقضائيّة الجاري العملُ بها، وستواصل التنسيق القائم مع مصالح الديوانة التونسية للحد من أية محاولة للتلاعب بالإجراءات.
الثلاثاء, 03 تشرين2/نوفمبر 2020 10:59

نحو توزيع الدفعة الثانية من تلاقيح ”الڤريب”

قال وزير الصحّة فوزي مهدي خلال تسلّم الوزارة لمساعدات طبيّة من اتحاد الشغل اليوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2020 أن الدفعة الثانية من تلاقيح  النزلة الموسميّة وصلت إلى الصيدلية المركزية وسيتم توزيعها قريبا على الصيدليات ولكن بعد الاتفاق على الآلية الضرورية لتوجيهها إلى مستحقيها باعتماد وصفة طبية أو ما يثبت الإصابة بمرض مزمن.

وأكّد فوزي مهدي تقدم الأبحاث في امريكا بخصوص لقاح فيروس كورونا وأن تونس ستكون من أول المتحصلين على اللقاح حال اعتماده من قبل المنظمة العالمية للصحة.

وبالنسبة إلى الوضع الوبائي في تونس، قال وزير الصحّة إنّ عدد الإصابات في استقرار وهي في حدود 1500 إصابة يومية وبين 20 و30 وفاة يوميا “ولكن هذا لا يبعث على الطمأنينة ويدعو إلى مزيد الاحتياط. والتقييم أثبت أن المرحلة الاولى لم تشهد تحسنا والان تتم متابعة مدى نجاعة الاجراءات الجديدة”.

أعلت وزارة الصحة في بلاغ لها اليوم الاثنين 2 نوفمبر 2020 ، عن تسجيل 791 إصابة جديدة بفيروس كورونا في تونس بتاريخ غرة نوفمبر الجاري ، من جملة 1973 تحليلا ، لترتفع حصيلة الاصابات المسجلة منذ بداية الجائحة الى 61906 إصابة .

كما سجلت 33 وفاة جديدة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة ليرتفع حصيلة الوفيات إلى 1381 حالة وفاة منذ بداية الجائحة الى غاية غرة نوفمبر الجاري.

ياسمين نيوز: احمد الزعيبي

قاد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو فريقه جوفنتوس لاكتساح مضيفه سبيزيا بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، في مباراة الفريقين التي أقيمت مساء الأحد، ضمن منافسات الجولة السادسة من الدوري الإيطالي.

وتقدم جوفنتوس بهدف في الدقيقة 16 عن طريق مهاجمه الإسباني ألفارو موراتا، قبل أن يدرك سبيزيا التعادل في الدقيقة 32 عن طريق توماسو بوبيجا، لينتهي الشوط الأول بالتعادل بهدف لمثله.

وفي بداية الشوط الثاني، دفع المدرب الإيطالي أندريا بيرلو بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بدلًا من باولو ديبالا، ليسجل الدون البرتغالي ظهوره الأول بعد تعافيه من فيروس كورونا المستجد.

وبعد 3 دقائق فقط من نزوله إلى أرضية الملعب، نجح كريستيانو رونالدو في تسجيل الهدف الثاني للبيانكونيري في الدقيقة 59.

وفي الدقيقة 67، أضاف لاعب الوسط الفرنسي أدريان رابيو الهدف الثالث لجوفنتوس بعد نزوله إلى أرضية الملعب بـ5 دقائق فقط.

ونجح رونالدو في تسجيل الهدف الثاني له والرابع لفريقه من ركلة جزاء احتسبها حكم المباراة لجوفنتوس في الدقيقة 75، وسددها النجم البرتغالي على طريقة "بانينكا".

ويعد هذا هو الفوز الثاني لجوفنتوس في موسم الدوري الإيطالي، حيث سقط الفريق في فخ التعادل خلال 3 مباريات، بالإضافة إلى فوز اعتباري على حساب نابولي بقرار من رابطة الكالتشيو.

ورفع جوفنتوس رصيده إلى 12 نقطة ليرتقي للمركز الثاني بفارق 4 نقاط عن ميلان المتصدر، بينما تجمد رصيد سبيزيا عند 5 نقاط يحتل بها المركز الخامس عشر.

أعلنت الشركة التونسية للملاحة في بلاغ صادر عنها اليوم أنّ حركة نقل المسافرين بين ميناء حلق الوادي ومينائي مرسيليا بفرنسا وجنوة بايطاليا تتواصل بصفة منتظمة وفق البرنامج المعمول به حاليا، مع الالتزام بتطبيق البروتوكول الصحي المتعلق خاصة بالاستظهار بتحليل سلبي عند الصعود الى السفينة بميناء جنوة بايطاليا وبميناء مرسيليا بفرنسا لم يمض عليه أكثر من 72 ساعة وقيس درجة الحرارة ووضع الكمامة واحترام التباعد الجسدي طيلة الرحلة البحرية.

وكانت السلطات الفرنسية قد أعلنت أمس الجمعة 30 أكتوبر 2020 على أنّ النقل البحري للمسافرين انطلاقا من ميناء حلق الوادي في اتجاه ميناء مرسيليا يقتصر ابتداء من رحلة يوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2020 على المسافرين الحاملين للجنسية الفرنسية والتونسيين المقيمين بفرنسا دون سواهم، مع وجوب الاستظهار بتحليل مخبري RT-PCR سلبي لم يمض عليه أكثر من 72 ساعة قبل الصعود الى السفينة بميناء حلق الوادي.

أما بخصوص السفر عل خط جنوة – تونس فتتواصل به حركة نقل المسافرين بصفة منتظمة مع تطبيق البروتوكول الصحي المعمول به حاليا دون تغيير.
وسيتم تحيين هاته الإجراءات، حسب تطور الوضع الصحي و القرارات التي يتم اتخاذها بكل من تونس وفرنسا وايطاليا.
كما جدّدت الشركة التونسية للملاحة استعدادها لتقديم أحسن الخدمات لحرفائها على متن سفنها “قرطاج”و”تانيت” وتدعو كافة المسافرين الى وجوب الالتزام بالبروتوكول الصحي ضمانا لسلامتهم.

تمكن أعوان فرقة الشرطة العدليّة بمنطقة الأمن الوطني بباردو اليوم 31 أكتوبر 2020 واثر قيامهم بدوريّة لصالح الأمن العام من ضبط شخصين اعمارهما تترواح بين 26 و48 سنة قاطنين بالجهة يحملان مجموعة من الأغراض تتمثل في “آلة نفخ يدويّة، شاشة جهاز حاسوب، لوحة فنية نحاسيّة، تمثال حجري، وقطعة تحمل إسم فنان تشكيلي وتحفة في شكل درّاجة ومنجل وحاملة قارورة غاز“.

بالتحرّي مع المظنون فيهما إعترفا أنهما قاما بسرقة الأغراض المذكورة من داخل منزل بالجهة بعد أن قاما بخلع بابه الخارجي.

بمراجعة النيابة العموميّة، أذنت بالإحتفاظ بهما من أجل “السّرقة من داخل محلّ سُكنى باستعمال الخلع“.

السبت, 31 تشرين1/أكتوير 2020 14:48

Covid-19 : une méthode pour retrouver son odorat plus rapidement

 

 

 
 

La perte de l'odorat, ou l'anosmie, un des symptômes du Covid-19, peut durer plusieurs semaines, voire plusieurs mois. Pour accélérer la guérison des personnes atteintes, un « training olfactif » est recommandé par les médecins

C'est un signe qui s'est ajouté aux autres symptômes fréquents du Covid-19, tels que la fièvre et la toux sèche : l'anosmie, ou la perte brutale de l'odorat. Dès le mois de mars, les médecins de ville et les ORL ont été alertés par de nombreux cas de personnes présentant ce symptôme, sans pourtant avoir le nez bouché. « Quand est arrivée la première vague de Covid, on a eu une explosion de messages de patients et de médecins. Et depuis, ça n'a pas arrêté », raconte Hirac Gurden, directeur de recherches en neurosciences au CNRS

D'après ce spécialiste du système olfactif, la perte de l'odorat est un symptôme pathognomonique, c'est-à-dire un signe clinique qui, à lui seul, permet d'établir le diagnostic du Covid-19. « Aucun virus connu jusqu'à maintenant n'a cet effet sur l'activité olfactive. Si on attrape la grippe, une anosmie peut s'installer dans de rares cas sur le long terme, mais jamais du jour au lendemain », souligne-t-il

Un symptôme courant en cas de Covid modéré

« En France et en Belgique, entre 70 % et 85 % des patients atteints d'une forme bénigne du coronavirus présentent des troubles de l'odorat », rapporte le Dr Jérôme Lechien, médecin ORL et chef de clinique à l'hôpital Foch de Suresnes (Hauts-de-Seine). « C'est un symptôme qui peut varier d'une région à l'autre, car il existe des différences génétiques importantes au niveau de l'expression du récepteur du virus dans les fosses nasales : en Asie, c'est un peu moins commun que chez n

La cause exacte de cette perte d'odorat est encore à l'étude. « Ce que l'on sait, c'est que le coronavirus pénètre dans la muqueuse olfactive, dans une partie très en arrière du nez, où se trouve notre sensibilité olfactive », explique Hirac Gurden. « Ce ne sont pas les neurones olfactifs eux-mêmes qui sont visés, mais les cellules qui les entourent, appelées 'cellules sustentaculaires'. Elles sont impliquées dans le soutien aux neurones olfactifs, notamment en formant une barrière protectrice.  Leur attaque  engendre une désorganisation de la muqueuse olfactive lésée, ce qui conduit très rapidement à la perte de la détection des odeurs

Psychologiquement difficile à vivre

D'après les premiers chiffres, environ 70 % des patients présentant ce symptôme récupèrent spontanément leur odorat dans le mois suivant l'infection, voire dans les quinze jours. Pour les autres, l'anosmie perdure. Et elle peut être psychologiquement difficile à vivre.

« Les personnes anosmiques se plaignent d'une perte de qualité de vie au niveau de la nutrition, qui est habituellement une source de plaisir », note le chercheur en neurosciences. La perte d'odorat est aussi potentiellement dangereuse, car elle ne permet plus de repérer les odeurs de brûlé ou de gaz par exemple

Les patients « perdent aussi le contact avec tout cet environnement de vie qui est marqué par des indices olfactifs : se sentir soi-même, sentir ses enfants, sentir son parfum… », souligne-t-il. Lorsque ce handicap perdure plusieurs mois, une dépression peut s'installer, met en garde le chercheur

 

Un « training olfactif » pour accélérer la guérison

Aucun traitement spécifique n'existe, mais la bonne nouvelle est que ces neurones ont la capacité de se régénérer. Un programme de rééducation olfactive est recommandé par les médecins pour accélérer ce processus

Ce training olfactif vise à stimuler les fonctions cognitives qui associent la mémoire et l'odorat. « Je recommande à mes patients de s'entraîner à sentir les odeurs du quotidien. Si on a l'habitude de boire son café le matin, on doit s'entraîner à le sentir : on le regarde, on se concentre et on prend une grande inspiration », préconise le Dr Jérôme LechienCovid : perdre l'odorat serait plutôt bon signe

Aidée d'Hirac Gurden, l'association Anosmie.org, présidée par Jean-Michel Maillard, a mis à disposition sur son site un protocole de rééducation plus précis. En deux séances par jour, le patient est invité à sentir une sélection de six huiles essentielles  (citron, clou de girofle...), pour s'entraîner à les reconnaître sans lire le nom inscrit sur le flacon. Ce protocole, déjà téléchargé plus de 15.000 fois, s'appuie sur les travaux d'un chercheur allemand pionnier sur le sujet de l'olfaction, Thomas Hummel.

Le Dr Jérôme Lechien a observé une récupération plus rapide chez les patients ayant suivi ce training. Mais régularité et patience sont les maîtres-mots de cette rééducation. « Il faut le faire plusieurs fois par jour jusqu'à ce que l'on récupère son odorat. Si vous abandonnez au bout d'un mois, votre chance de récupérer diminue », insiste-t-il, après avoir vu de nombreux patients jeter l'éponge trop tôt

Légumes et corticoïdes au menu

Quand l'odorat commence à revenir, il est normal qu'il soit encore « confus ». « Souvent, les personnes vont sentir de mauvaises odeurs et ça les inquiète », note le chef de clinique. « Mais ça veut dire que le système est en train de récupérer. Après la capacité de ressentir revient la capacité à réassocier les odeurs, par exemple l'odeur de l'orange à l'image de l'orange

Pour accélérer la guérison, le médecin préconise d'associer la rééducation à de fortes doses de corticoïdes. « La troisième clé de la récupération, c'est de manger beaucoup de fruits et légumes, afin d'augmenter les apports en antioxydants et en vitamine B, qui améliorent la récupération nerveuse », ajoute le Dr Jérôme Lechien.

Environ 8 % des patients anosmiques de la première vague du Covid n'ont toujours pas récupéré leur sens de l'odorat, d'après les premières données analysées par le spécialiste. Il est possible que cette perte soit définitive pour certains d'entre eux. « Mais, pour le moment, l'espoir est encore possible », souligne le médecin. Le sens de l'odorat peut mettre jusqu'à deux ans avant de faire sa réapparition

 

 

 

 

اشترك في نشرتنا الإخبارية
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…