jasminsnews - فيزيون
فيزيون

فيزيون

 

 

العظماء لا يموتون ترحل أجسادهم وتبقى أرواحهم ترفرف في كل الفضاءات، العظماء ينيرون مسارات الحياة للبقية ويكتبون أسمائهم بحبر الحب والدم في التاريخ، والراحل الفاضل الجزيري أحد عظماء الفن والتاريخ الثقافي لهذا البلد.

في هذا الاطار كرمت الدورة التاسعة والخمسين روح الكاتب والمخرج الفاضل الجزيري في سهرة الأحد 17 أوت 2025 بعرض فيلم "ثلاثون" الذي قدم لأول مرة في أيام قرطاج السينمائية دورة 2008.

بين تونس الوطن والفاضل الجزيري خيط شفاف لا يرى الا بالحب والتوغل عميقا في بحر التاريخ والجمال، الجزيري تونسي حدّ النخاع، أحب بلده واختار الفنون سلاحه ليدافع عن الذاكرة الجماعية فأبدع في تقديم الموروث الموسيقي وتجديده وصنع مسارا سينمائيا منفلتا يشبه جنونه وارتقى على الخشبة وترك في ذاكرة المسرحيين والجمهور صورة الممثل صاحب الكاريزما التي لا تقهر.

رحل الفاضل الجزيري في أوت 2025 تاركا خلفه رصيدا فنيا مبهرا..ترجل جسد الفاضل الجزيري، رحل المبدع المجدد بعد مسيرة 77سنة من معانقة سحر الفنون، رحل الجزيري الذي عرف المسرح طفلا في المدرسة الصادقية لينبهر بهذا العالم ثم يصبح من أهم رموزه في تونس.

"ثلاثون" تجربة سينمائية توثيقية أعادت إلى الواجهة فترة الثلاثينات والفيلم أخذ ست سنوات من البحث والكتابة, أهداه الجزيري لروح شركاء التجديد المسرحي الحبيب المسروقي ورجاء بن عمار وهشام بن عماد.

عرفت فترة الثلاثينات حراكا ثقافيا جد مميز، جيل تحت السور، علي الدوعاجي وابو القاسم الشابي وراوي القصة الطاهر الحداد، جيل الثائرين على القديم والرجعية والباحثين عن منافذ للتفكير والتجديد ومحاولة بناء مجتمع تونسي على أنقاض آخر مليء بالجهل، جيل سماه البشير صفر "جيل إرادة الحياة"  عانى الكثير وحلم بتونس أفضل، والفاضل الجزيري المخرج المجدد قدم بأسلوبه التقني الفريد ملامح تلك الفترة.

فيلم "ثلاثون" كان بالابيض والأسود، جولة توثيقية في التاريخ التونسي، واستنطاق للذاكرة النضالية التونسية اعتمادا على مقاطع توثيقية للمؤتمر الأفخارستي مثلا أو الحراك النقابي.. الراوي كان شخصية الطاهر الحداد التي باحت بجزء من التاريخ الوطني المعاصر منذ اعتقال محمد علي الحامي أثناء الإعلان على تأسيس جامعة عموم العملة التونسيين، فنفيه ثم موته، وحضور أبو القاسم الشابي وقصائده الموجعة عن الحب والغربة بين الأهل بسبب العادات، فنقاشات علي الدوعاجي وسخريته من الظلم والجهل.

في الفيلم احالات إلى النضال السياسي لتلك الفترة والصراع الشعبي ضد الاستعمار الفرنسي، فترة الثلاثينات كانت ملحمة ثقافية نحت مسارها جماعة تحت السور بالدم والحلم، جيل قدم الكثير من النضالات لتحرير المجتمع التونسي فحرم الشابي من "الخيال الشعري عند العرب" بسبب تجرأه على الأجداد، وصودر كتاب "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" وتعرض بسببه الطاهر الحداد إلى ألوان شتى من العذاب، نفي محمود الماجري وسجن الحبيب بورقيبة وكتب الطفل "عصفور" دروسا في الشجاعة، بعض هذه التفاصيل شكلت جزء من هوية تونس اليوم استطاع الجزيري استنطاقها وتحويلها  إلى تجربة سينمائية وانسانية عنوانها "ثلاثون".

الجزيري ممثل مسرحي مميز أحبه الجمهور في رائعة "غسالة النوادر" عام 1980, ثم "عرب"، في الموسيقى أعاد الفن الشعبي  إلى المسارح من خلال تجربة "النوبة" عام 1991, ثم "الحضرة" في 1993 و 2018 و2022 وآخر عروضه الفرجوية كان "المحفل" في افتتاح مهرجان قرطاج الدولي سنة 2023، عرف الفاضل الجزيري ركح قرطاج حيا وقدم عليه أجمل ابداعاته واليوم روحه زينت المكان وأضفت سحرا على مسرح وجد ليكون ساحة للشجعان والفاضل الجزيري كان من أشجع فرسان الثقافة الوطنية.

 

العظماء لا يموتون ترحل أجسادهم وتبقى أرواحهم ترفرف في كل الفضاءات، العظماء ينيرون مسارات الحياة للبقية ويكتبون أسمائهم بحبر الحب والدم في التاريخ، والراحل الفاضل الجزيري أحد عظماء الفن والتاريخ الثقافي لهذا البلد.

في هذا الاطار كرمت الدورة التاسعة والخمسين روح الكاتب والمخرج الفاضل الجزيري في سهرة الأحد 17 أوت 2025 بعرض فيلم "ثلاثون" الذي قدم لأول مرة في أيام قرطاج السينمائية دورة 2008.

بين تونس الوطن والفاضل الجزيري خيط شفاف لا يرى الا بالحب والتوغل عميقا في بحر التاريخ والجمال، الجزيري تونسي حدّ النخاع، أحب بلده واختار الفنون سلاحه ليدافع عن الذاكرة الجماعية فأبدع في تقديم الموروث الموسيقي وتجديده وصنع مسارا سينمائيا منفلتا يشبه جنونه وارتقى على الخشبة وترك في ذاكرة المسرحيين والجمهور صورة الممثل صاحب الكاريزما التي لا تقهر.

رحل الفاضل الجزيري في أوت 2025 تاركا خلفه رصيدا فنيا مبهرا..ترجل جسد الفاضل الجزيري، رحل المبدع المجدد بعد مسيرة 77سنة من معانقة سحر الفنون، رحل الجزيري الذي عرف المسرح طفلا في المدرسة الصادقية لينبهر بهذا العالم ثم يصبح من أهم رموزه في تونس.

"ثلاثون" تجربة سينمائية توثيقية أعادت إلى الواجهة فترة الثلاثينات والفيلم أخذ ست سنوات من البحث والكتابة, أهداه الجزيري لروح شركاء التجديد المسرحي الحبيب المسروقي ورجاء بن عمار وهشام بن عماد.

عرفت فترة الثلاثينات حراكا ثقافيا جد مميز، جيل تحت السور، علي الدوعاجي وابو القاسم الشابي وراوي القصة الطاهر الحداد، جيل الثائرين على القديم والرجعية والباحثين عن منافذ للتفكير والتجديد ومحاولة بناء مجتمع تونسي على أنقاض آخر مليء بالجهل، جيل سماه البشير صفر "جيل إرادة الحياة"  عانى الكثير وحلم بتونس أفضل، والفاضل الجزيري المخرج المجدد قدم بأسلوبه التقني الفريد ملامح تلك الفترة.

فيلم "ثلاثون" كان بالابيض والأسود، جولة توثيقية في التاريخ التونسي، واستنطاق للذاكرة النضالية التونسية اعتمادا على مقاطع توثيقية للمؤتمر الأفخارستي مثلا أو الحراك النقابي.. الراوي كان شخصية الطاهر الحداد التي باحت بجزء من التاريخ الوطني المعاصر منذ اعتقال محمد علي الحامي أثناء الإعلان على تأسيس جامعة عموم العملة التونسيين، فنفيه ثم موته، وحضور أبو القاسم الشابي وقصائده الموجعة عن الحب والغربة بين الأهل بسبب العادات، فنقاشات علي الدوعاجي وسخريته من الظلم والجهل.

في الفيلم احالات إلى النضال السياسي لتلك الفترة والصراع الشعبي ضد الاستعمار الفرنسي، فترة الثلاثينات كانت ملحمة ثقافية نحت مسارها جماعة تحت السور بالدم والحلم، جيل قدم الكثير من النضالات لتحرير المجتمع التونسي فحرم الشابي من "الخيال الشعري عند العرب" بسبب تجرأه على الأجداد، وصودر كتاب "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" وتعرض بسببه الطاهر الحداد إلى ألوان شتى من العذاب، نفي محمود الماجري وسجن الحبيب بورقيبة وكتب الطفل "عصفور" دروسا في الشجاعة، بعض هذه التفاصيل شكلت جزء من هوية تونس اليوم استطاع الجزيري استنطاقها وتحويلها  إلى تجربة سينمائية وانسانية عنوانها "ثلاثون".

الجزيري ممثل مسرحي مميز أحبه الجمهور في رائعة "غسالة النوادر" عام 1980, ثم "عرب"، في الموسيقى أعاد الفن الشعبي  إلى المسارح من خلال تجربة "النوبة" عام 1991, ثم "الحضرة" في 1993 و 2018 و2022 وآخر عروضه الفرجوية كان "المحفل" في افتتاح مهرجان قرطاج الدولي سنة 2023، عرف الفاضل الجزيري ركح قرطاج حيا وقدم عليه أجمل ابداعاته واليوم روحه زينت المكان وأضفت سحرا على مسرح وجد ليكون ساحة للشجعان والفاضل الجزيري كان من أشجع فرسان الثقافة الوطنية.

رضا الزعيبي

كشف العميد شمس الدين العدواني أنّ الدراجات النارية تتصدر قائمة المركبات المتسببة في الحوادث القاتلة في تونس، معلنًا إعداد مشروعين تشريعيين بالشراكة مع وزارات الصناعة والنقل والشؤون الاجتماعية والاقتصاد والمالية والداخلية والصحة.

وتشمل هذه المشاريع كراس شروط جديد ينظم عملية صنع وتركيب وتوزيع الدراجات النارية، مع رقابة صارمة عند التوريد وفي الأسواق, إضافة إلى إلزام المصنّعين بالحصول على شهادات فنية ومتابعة هندسية دقيقة.

كما تنص المشاريع على إجبارية اللوحة المنجمية والبطاقة الرمادية لكل دراجة، مما يسهل التأمين والتعقب الأمني.

وأوضح العدواني أن الهدف هو توفير دراجات نارية آمنة، والحد من استغلالها في المخالفات أو الجرائم، وضمان احترام المعايير الفنية.

اعلن ديوان الخدمات الجامعية للشمال اليوم الجمعة، عن شروط الانتفاع بالسكن الجامعي الاستثنائي بالنسبة للسنة الجامعية 2025/2026 داعيا الراغبين في الانتفاع بالسكن الاستثنائي بمؤسسات الإيواء الراجعة بالنظر للديوان إلى المبادرة بتسجيل مطالبهم عبر الانترنت، بداية من 28 أوت 2025.

واضاف في بلاغ له انه يتم التسجيل عبر الرابط www.ooun.rnu.tn/fr/etudiant/login  بالنسبة لحاملي باكالوريا 2024 من الذكور وباكالوريا 2023 بالنسبة للاناث على أن لا يتجاوز سن الطالب 26 سنة بتاريخ غرة سبتمبر 2025.

وشدد على ان الاستجابة للمطالب الواردة تتم حصريا عبر منظومة السكن الجامعي وفي حدود الشغورات المتوفرة والإعلان عن النتائج حسب رزنامة العودة الجامعية.

وبالنسبة لسنوات الباكالوريا الأخرى، اشار الديوان ال امكانية الإعلان عن إعادة فتح المنظومة لتمكين الطلبة من تقديم مطاللبهم، وذلك في صورة توفر الشغورات، وفق البلاغ.

وقد نشر الديوان من جهة اخرى رزنامة تقديم مطالب السكن الجامعي والاعلان عن النتائج مشيرا الى ان عملية الترشح للانتفاع بالسكان الجامعي بالنسبة للطلبة الجدد تنطلق بداية من 20 اوت وتتواصل إلى غاية 31 مارس 2026 على أن يتم الإعلان عن النتائج بين 27 أوت الجاري و8 سبتمبر 2025 حسب تواريخ العودة الجامعية في المؤسسات الجامعية.

اما بالنسية لمطالب تجديد السكن بالنسبة للفتيات فتنطلق بداية من 20 أوت 2025 وإلى غاية 31 ديسمبر 2025 على أن يتم بداية الاعلان عن النتائج بين 27 أوت الجاري و8 سبتمبر 2025 حسب تواريخ العودة الجامعية في المؤسسات الجامعية.

 

 

ليلة الثالث عشر من أوت 2025، تقاطعت رمزية عيد المرأة مع الهواجس الوطنية والإنسانية على ركح مهرجان قرطاج الدولي، حينما ارتحلت الفنانة صوفية صادق بين المقامات وشدت لتونس وفلسطين والحب والحياة.

على الركح تزينت الشاشات بأسماء نساء تونسيات تناثرت صورهن وأثرهن في مجالات شتى تمتد بين الفنون والمجتمع والسياسة على غرار بشيرة بن مراد وتوحيدة بالشيخ وهند صبري وغيرهن، قبل أن تتوشح بعبارات التهنئة "كل عام ونساء تونس بألف خير".

بعد غياب دام ثماني سنوات عن ركح قرطاج، عادت صوفية صادق إلى جمهورها الذي لم يخذلها، وحضر بكثافة، وتفاعل بحرارة منذ اللحظات الأولى لإطلالتها في عرض "سيدتي"  الذي يأتي في إطار احتفاء وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن وقد واكبت كل من وزيرة الشؤون الثقافية السيدة أمينة الصرارفي ووزيرة المرأة السيدة أسماء الجابري هذا الحفل.

بين مقامات البياتي والكردي والراست والحجاز تنقلت الفنانة التونسية التي قدمت الأغنية الطربية برؤية معاصرة دون أن تمس من القيم الجمالية للموسيقى العربية الكلاسيكية لتبرهن مرة أخرى تمكنها من تقنيات الأداء الصوتي.

ألوان غنائية متعددة نثرتها صوفية صادق على الركح الأثري بمرافقة فرقة موسيقية يقودها المايسترو راسم دمق وشكلت مساحة غنائية تراوح بين النشيد الجماعي والفردي  وبين القصائد الطربية والموشحات والأغاني الرومانسية  والوطنية والمووايل التي عرفت بها خاصة في إعاداتها لأغاني كوكب الشرق أم كلثوم.

برنامجها لم يكن ترتيبا لأغان متتابعة، بقدر  ما كان مخططا عاطفيا مدروسا، يمضي من الانتماء إلى الحنين، ومن الغزل إلى الثورة، في مسار يسبر دواخل المرأة على اختلاف حكاياها.

 

البدء كان بكوكتال وطني صدحت فيه أغاني "يا تونس" و"تونس يا بلد النصر" إلى "عهد الله"، و"يا بلادي انت شمس" و"أقسمت بالوطن" حيث صرّحت لمرات قد لاتنتهي بعشقها لتونس واحتفت بوطن منح المرأة حقوقا قد نراها بديهية لكنها مازالت حلما لنساء أخريات في عديد الدول.

بعد النبض الوطني، اتخذت الأجواء منحى عاطفيا بعدد من الأغاني الموشحة بالشجن والبوح على غرار "أنا فايقة" و"خدعونا" وحرام عليك"  وتعرفني أنا نموت عليك" و"من الغربة ملينا"، هذه الأغاني وغيرها استبطنت مخزونا وجدانيا يستدعي صور المرأة التي تحب وتخسر وتنهض من جديد كطائر الفينيق.

لم تخف الفنانة صوفية صادق براعتها في التحكم بالمزاج الموسيقي عندما انتقلت إلى الكوكتال التونسي الذي استنطق فيه العازف الفذ والمبدع البشير السالمي أوتار كمنجته، وتبدت فيه الموسيقى التونسية في نغمات مختلفة أوغلت معها الذاكرة الغنائية الجمعية وهي تستعيد " بنت العرجون" و"بالله يا حمد" و"ساق نجعك" و"مريض فاني" و"أليف يا سلطاني".

 

ومن خانات الذاكرة تٌعرّج صوفية صادق على أغانيها التي طبعتها باللهجة التونسية، " عامل في لنحبو" و"تدلل" و"برا عمل على روحك" ويهبل" و"يا مجنون" التي اختزلت معنى أن يكون الفن ابن بيئته لهجة وموسيقى.

ومع الكوكتال الشرقي عادت بنا الذاكرة إلى ضوع طيب الزمن الجميل  عبر أغنية "تحلى الليالي"، "مراسيلك"، و"عشقتك" التي اكتسى معها الركح مسحة طربية أثبتت الأوجه المتعددة لصوفية صادق القادرة على أن تكون تونسية بعمق ومنفتحة على الموسيقى الشرقية في الآن ذاته.

ولأن فلسطين كانت ومازالت أم البدايات وأم النهايات والبوصلة التي تنتهي عندها أرض الكرامة، خصصت لها الفنانة صوفية صادق فصلا من حفلها حمل اسمها صدحت فيه " القدس تصيح" و"استيقظي يا أمتي" و " إله العرش" وتحول الركح إلى مساحة للرفض والغضب والرجاء.  أما في فقرة "الشيخ إمام"، فقد حملت إرث الأغنية الملتزمة إلى ركح قرطاج عبر أغنية "شيّد قصورك" كما نهلت  من إرث  "أم كلثوم"  من خلال أغاني "الحب كله" و"أغدا ألقاك" و"بعيد عنك".

وقبل أن تغادر الركح عانق صوتها من جديد  مقام الكردي الذي استهلت به حفلها وصدحت مرة أخرى بأغنية "يا تونس" ولسان حالها يقول إن تونس البدء والمنتهى.

حفل صوفية صادق بمناسبة عيد المرأة كان  مسارا موسيقيا يتقاطع فيه الوطن والحب والذاكرة وكانت فيه  المرأة عنوانا لكل أغنية ظاهرا وباطنا.

رضا الزعيبي

 

 

تتقدم الشعوب حين تتصالح مع تراثها، وتصنع أمجادها انطلاقا من حكايات الماضي وفنون السابقين، فالتراث هوية وفي هذا السياق التقى جمهور الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي مع سهرة "فلكلور" الاثنين 11 أوت 2025 اذ اجتمعت على خشبة المسرح الروماني عشر فرق تقليدية كل منها تغنت بتراث بلدها.

من تونس والجزائر وليبيا والعراق ومصر وفلسطين وصربيا والهند والسينغال بوركينا فاسو، رقصت الاجساد وكتبت بلغة خاصة سهرة من أجمل سهرات المهرجان.

 افريقيا ترقص للحرية

من القارة السمراء تكون بداية الرحلة، "ماما افريكا" الشامخة بتلونها الثقافي والايقاعي منها النبض وإليها العودة كلما رغبت الاجساد في التحرر، من السينغال جاء ديان ادامس محملا بالانسانية فغنى للأطفال خاصة أطفال فلسطين وصدح صوته عاليا للحرية.

في افريقيا جنوب الصحراء، مزيج من الحكايات، ومن بوركينا فاسو، اتحدت آلات الكورا والدجمبي والبلافون لصناعة ملحمة موسيقية افريقية الروح والتقديم، ضرباتهم على الخشبة كأنها كتابة متجددة للتاريخ، حكايات شعوب تعايش الرقص في حياتها اليومية، ففي جسد الافريقي نرى جليا أنساق الرقصات ومختلف خطواتها ليعبر عن الفرح كما الالم، يرقص للحياة ويرقص للموت أيضا، وبحركاتهم المتسارعة في رقصة العصا والسيف التي تقدم جزء من التحام أبناء القبيلة والوطن، ثم رفع علم بوركينافاسو وتحلق حوله الراقصين ويضربوا بأقدامهم الحافية بقوة شوق الإنسان إلى الحرية.

الرقص لغة لا تحتاج ترجمة

الرقص حياة وتعبيرة ثقافية لا تحتاج ترجمة، وبأجسادهم وحركاتهم قدم راقصي معهد بلغراد للرقص والغناء القليل من تاريخ بلدهم صربيا، على الشاشة الخلفية مررت صور لأشهر معالم البلد قلعة بلغراد، اعتلى العازفون الجزء العلوي للركح بلباسهم الأبيض والأسود أما القيثارة فكانت سيدة كل النغمات.

رسم  الراقصون بحركاتهم الدائرية ونقراتهم الخفيفة على الخشبة بعض  تفاصيل البلد، وقدموا أشهر الرقصات "كولو" وتقدم الرقصة في شكل سلسلة ويمسك أثنائها الراقصين ببعضهم البعض وتتسارع الخطوات حسب الإيقاع وفي صربيا أكثر من رقصة شعبية أهمها الكولو والبرانكو والسيفا.

لا تزال الرحلة متواصلة، من الشرق الأوروبي إلى قارة آسيا تحديداً الهند، عبر أصدق اللغات لغة الجسد، الرقص لدى الهنود حياة أخرى، الرقص لغة ضاربة في عمق الثقافة والحكايات، الى راجستان تحديداً تتجه أنظار الجمهور، في الجزء العلوي للركح فرقة تراجيستاني الموسيقية حيث يتقدم الطبل الهندي الكبير الحجم بايقاعاته القوية، وفي الأسفل تلون الراقصتان الفضاء بحركات مبهرة وطاقة فرح ترافق كل خطوة.

 

للجمهور قدموا أكثر من لوحة اذ تشتهر راجستان برقصات وفنون شعبية متعددة على غرار  باتي وباغارو، ميزة الأزياء الألوان والتطريز ويتألف زي الراقصتين من تنورة طويلة وبلوزة قصيرة تسمى "شانيا شولي" chaniya choli بالإضافة إلى غطاء طويل يطوع أثناء الرقص.

ألوان مغاربية في قرطاج

تدق الطبول المدورة الشكل، يجلس خلفها العازفين، ألوانهم مميزة: الأبيض مع وشاح أحمر اللون، محملين بقوة الجنوب وسحر الصحراء صعدوا  إلى ركح قرطاج ليكتبوا سطرا آخر في الذاكرة الموسيقية التونسية، "طوايف غبنطن" المسجلة في ديسمبر 2024 على القائمة التمثيلية للتراث غير المادي لدى اليونسكو, قدموا لوحة تراثية مزجوا فيها رقصتهم الفريدة وسحر لقاء الجسد مع الإيقاع.

صوت المزود يعلن الاحتفالية أعلى الركح، إيقاعات صاخبة يصنعها الطبل في تماهيه مع المزود الليبي وتكون أولى الرقصات نابضة بروح الصحراء اذ جسدوا بحركاتهم ووجوهم الملثمة سردية الطوارق حراس الصحراء منذ الازل، وقدمت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية الليبية لوحات راقصة عبرت عن فرحها بين الجمهور وأعضاء الفرقة التي تأسست منذ 1963 لتدافع عن الموروث الليبي من خلال لغة الموسيقى والرقص.

تتواصل الاحتفالية وتكون الوجهة إلى الجزائر وتحديدا فرقة تيفاست للفنون الشعبية فعزف أعضاء الفرقة ايقاعات الشاوية وموسيقي تقليدية تتقاطع مع أهازيج ترددها النسوة في شمال البلاد التونسية والمناطق الحدودية مع الجزائر، لأن الموسيقى لا تعترف بحدود الجغرافيا.

ايقاعات المشرق لغة حية

لبلاد الرافدين تتجه القلوب، إلى عراق الثقافة والحضارة، تحمل فرقة دار الأزياء جمهور المهرجان الدولي لقرطاج ليلامس عراقة الحضارة عبر اللباس والموسيقى، صوت المجوز العراقي يصدح كأنه يذكر الجمهور أن العراق أرض اللقاء والثقافات وعلى ايقاعات الهجع والجورجينا والسماعي والجوبي أشهرها قدمت الفرقة مجموعة من اللوحات مزجت فيها الرقص مع اللباس.

وفرقة دار الأزياء مؤسسة ثقافية تأسست في السبعينات وهي متخصصة في تصميم وتنفيذ الأزياء التراثية المستوحاة من التراث والحضارات المتعاقبة على العراق وعلى ركح قرطاج حملت الفرقة جزءا من حكايات البلد من خلال الملابس الموشاة بالخط العربي وتيجان السلاطين وأزياء الملكات وشموخهن.

تُطل الأهرامات من الشاشات، صوت "الدف" مع المزمار يرتفع تدريجيا وراقص أسمر البشرة بملامح فرعونية يلبس الجلابية التقليدية ويرفع بيمناه عصاه ليعلن عن انطلاق الوجهة إلى مصر. اللوحة الأولى جماعية ميزتها الايقاعات المتسارعة ونقرات العصي رسمت ملامح الفضاء، ثم تهدئ الموسيقى تدريجيا ويطل راقص التنورة ويبدئ في الدوران حد تحليق الجسد إلى فضاءات أرحب، فيُناجي الصوفيون في دورانهم ويبدع في نحت مشهدية بصرية لامست الروح.

أما فلسطين، فثورة أخرى، فلسطين أجمل الحكايات والرقص في فلسطين أهزوجة أبدية للحرية، على ايقاعات أغنية "عاشو الفلسطينية" لمحمد عساف دخلت فرقة الكوفية الفلسطينية لتبعث في الركح الحياة.

بأزيائهم التقليدية المطرزة بذاكرة شعب وألوانهم المازجة بين حمرة الدم الفلسطيني وخضرة حقول برتقال يافا والأسود لون الليل المظلم على كل معتد ومعهم بياض قلوب الأطفال، جميعها شكلت فسيفساء للحياة والحرية تكتب  كل لحظة في فلسطين من النهر إلى البحر. وكانت الدبكة صوت الحرية، الدبكة صرخة ضد الصمت، هي استنطاق الأرض واستماتة في الدفاع عن ذاكرة شعب الجبارين، ففي النهاية حين تعجز الكلمات عن التعبير تكون ضربة الأقدام على الأرض.

رضا الزعيبي

 

 

في سهرة مزاجها من ذكريات وحنين وقصص محبة مع الجمهور التونسي ترسخت على مر السنين، توهجت "شمس الغنية اللبنانية" نجوى كرم على ركح مهرجان قرطاج الأثري، وبفستان ذهبي ينهل تفاصيله من التاريخ ويستعير لونه من خيوط الشمس في أوج ضيائها أطلت على الركح  بسهرة 9 أوت 2025 حيث سبقتها إيقاعات الدبكة التي تسربت إلى المدارج ولبت الأجساد نداء الرقص.

استهلال السهرة لم يكن كلاسيكيا، إذ طالع الجمهور إعلان مشاركة نجوى كرم في الدورة التاسعة والخمسين والذي احتفت فيه بقرطاج كلمات وزيّا ومكانا موغلا في التاريخ.."عزك دايم يا قرطاج" هكذا صدحت الفنانة التي تحمل في صوتها زخم الجبال وغازلت جمهورها ورافقها على الركح عازف طبل يقتنص الإيقاعات من تفاعل الجمهور.

حينما تغني أو ترفل بفستانها الذهبي جيئة وذهابا تبادل محبة جمهورها بأكثر منها، نجوى كرم الفنانة التي راكمت "ذكريات" جميلة على ركح قرطاج كما صرحت بذلك أكثر من مرة تبدو منتشية بما قدمته من أغاني متنوعة طيلة ما يزيد عن الساعتين في حفل سيبقى في ذاكرة كل من حضره مطولا.

منذ  عام 1992، نسجت الفنانة نجوى كرم علاقة فنية ووجدانية مع مهرجان قرطاج وجمهوره فلم يخذلها كما لم  تخذله فنيا سنوات 1992 و1997 و1998 و2004 و2008 و 2012 و آخرها عام 2016..

وتأتي مشاركتها هذا العام لترسخ حضورها في تونس وتؤكد مرة أخرى أن شمسها لم تغرب بعد وأنها قيمة فنية ثابتة في مشهد موسيقي عربي متغير،

فكان حضورها بمثابة طقس غنائيّ خاصّ تجاوز حدود العرض الموسيقي العابر ليصبح جزءا من ذاكرة المهرجان ووجدانه وهو ما يتجلى في اختلاف الفئات العمرية الحاضرة.

مرة أخرى، عادت "شمس الغنية اللبنانية" لتتوهج على الركح الأثري بقرطاج وتستحضر ذكريات الماضي وتجدد العهد مع المسرح الذي كان شاهدا على بداياتها وتحوّلاتها الفنية واحتفى بتطورها لتكتب مدونتها الغنائية المكثفة عاطفيا.

وحينما تعالت نغمات البزق والتحقت بها نغمات  القانون ، توشح الركح بمسحة رومانسية وشاعرية وخاطبت نجوى كرم الذاكرة السمعية لجمهورها عبر "هيدا حكي" و"عاشقة" و"أيا أنا بدك"  و"خليني شوفك بالليل"، و"بالروح بالدم".

بين الأغاني الإيقاعية المغرية بالرقص والمواويل الطربية الرخيمة تنقلت بسلاسة وتوقف الزمن عند خامة صوتها الجبلي وهي تصدح بمدلي "تهموني" وقد ازداد عنصر موسيقي آخر مفعم بالحماسة والحنين والدينامكية، هو الجمهور.

توازن لافت  بين الطربي والجبلي والدبكة المشحونة بالتراث الموسيقي اللبناني، وبين النغمات الشرقية العميقة والتوزيعات المعاصرة، ظهر على الركح فقد أثبتت الفنانة نجوى كرم أنها تتقن فن التحول دون أن تفقد جوهرها، وتعرف كيف تُرضي أذواقا مختلفة تمتد بين  الحالمين بالقديم والمتعطشين للجديد.

العرض، كما أسلفنا، تجاوز  ساعتين من الزمن، قدّمت خلالها أغان جمعت فيها بين محطّات مختلفة من مسيرتها وكان فيها الجمهور كورالا يلتقط الجملة الموسيقية ويستبق الغناء في تفاعل عاطفي عميق بين الفنانة وجمهورها.

وحضور الجمهور لم يكن عدديا فحسب، بل شراكة وجدانية كاملة إذ رقص وغنّى وصفّق طيلة العرض، واستجاب لكل إيماءة من نجوى، في تجسيد لروابط الثقة والحنين التي خلقت طاقة جماعية ملفتة على ركح قرطاج.

وبالإضافة إلى أغانيها القديمة الراسخة في  الذاكرة، غنت الفنانة نجوى كرم من ألبومها الجديد "حالة طوارئ"، وكانت انتقالاتها بين المقامات سلسة ومدروسة، كما خلق حضورها الركحي ووثوقها وانسجامها مع  المسرح، الذي باتت تدرك كل زاوية فيه، فضلا عن صوتها الجبلي الذي لم يمسسه الزمن، حالة من الانسجام القصوى.

 

لعبت الفرقة الموسيقية التي رافقتها  دورا مهما في خلق التناغم الجماعي  فقدمت ألحانا تماهى فيها  العود والطبلة والبزق والعود، والكمان وغيرها من الآلات  في توزيع حي  على إيقاع إضاءة منسجمة حملت الأداء إلى مساحات أخرى. نجوى كرم، التي غابت عن قرطاج لقرابة تسع سنوات، عادت إليه لتقدم  عرضا موسيقيا متكاملا ومتوازنا كان بمثابة احتفاء جماعي بمدونتها الموسيقية بما فيها من  تنويعات ومقامات وإيقاعات.

مع العلم ان بعض من حمهور السهرةغادر المسرح ابتداء من الساعة الحادية عشرة والربع مبديا عدم رضائه عما قدمته الفنانة 

رضا الزعيبي

تخيل.. روحك تسمع"، ثلاث عبارات تحدد مسارات عمل موسيقي يقرأ الذاكرة ويؤولها ويغازل الصمت ويشكل المعنى تلو المعنى على أنقاض الفراغ..

تخيل دعوة جلية للخيال، تردفها فسحة من الصمت المفعم بالمغزى  تتسلل منه الأصوات الموغلة في الذاكرة إلى الروح فتسمع، ويتشكل مفهوم الإصغاء في عمل فني تجريبي للفنان كريم ثليبي.

على ركح المسرح الأثري بقرطاج غير الغريب عن التجريب، اقترح عرض "تخيل..  روحك تسمع " في سهرة 8 أوت 2025  تجربة في الإصغاء، في التذكّر، في التساؤل، وفي التفكر اتخذ هيئة طقس ركحيّ مركّب تقاطعت فيه الأصوات والصور والأجساد والظلال، في مساحة فنية تسائلنا عمّن نحن، ومن كنا، وما يمكن أن نكون.

في ثنايا المسرح الأثري تقاطعت الذاكرات الفنية والإنسانية وغدت  الأوركستر السمفوني التونسي بقيادة محمد بوسلامة حقلا تعبيريا نابضا لا يكتفي فيه الصوت بنقل النوتات المكتوبة بل يحاكي ما يعتمل في الصدر من حنين وشجن وتوتر دفين ورغبة في البوح.

وأما الكورال، بأصوات أوبرا تونس، فلم يكن جوقة في الخلفية، بل كينونة سردية  تحتّج، وتهمس، وتتذكّر في نسيج سمعي برزت من بين دروبه أصوات فردية حملت الموروث بين ضلوعها كنبض حي لا يعرف التكلس،  ناي البرغوثي، بصوتها المخاتل بين دفء الحكاية وحدّة الاحتجاج، وزياد الزواري الذي  يستخرج من كمنجته قوة النغمة وحساسية النوتة، ومحمد علي شبيل  الذي ينقّب بصوته في مكامن القلق الوجودي.

وبين زخم الحكايات التي تمتد من تونس إلى فلسطين، تنقل الوجع الذي يقيم بين الحب والحرب يُغني ناي حسين بن ميلود عن سيل من الآهات والعبرات ويسنده صوت صابر رضواني المعمّد بفصول من الذاكرة.

وفيما يناجي هادي فاهم غيتارته تتجلى أجساد الراقصين من الجزء العلوي للركح وكأنها تتنزّل من السماء  وتتواتر صور يتجاذبها النور والعتمة في الشاشات ويصدح بهاء الدين فضل بصوت تتفتح على وقعه زهرة الروح التي تهرب من الجسد لتسمع أصوات الكون حينما تختزلها إيقاعات حمدي الجموسي  ونصر الدين شبيل.

وبين القطع الموسيقية يتسرب صوت الممثل محمد بن مراد ليشرع أبواب المخيلة فتقذف الروح أثقالها  وتلامس وجع أم مكلومة ترتسم دمعاتها حينما يلفظ كلمة "شقف" بكل ما تحمله من هواجس وآلام وأحلام متناثرة على زبد الموج وتتبدى ملامح أخرى للحياة على وقع صوتي سيرين الهرابي ونجوى عمر المحملان بزخم الأرض.

 

"تخيّل.. روحك تسمع " لا يعيد تقديم التراث  بل يُفككه، ويعيد ترتيبه، ويخلع عنه ملامحه الأولى ليعيد تركيبه  بأسلوب معاصر يكون فيه التراث روحا للصوت وتوغل الموسيقى في الذاكرة الشعبية لتنهل منها وتصوغ معاني جديدة.

في ذروة العناق بين التراثي والعصري تتبدى المقامات القديمة حينا وتتخفّى حينا آخر وتراوح القوالب الصوتية بين المألوف والمبتكر وتتسرب من بينها أسئلة  وإمكانات كتابة التراث بلغات موسيقية معاصرة بعيدا عن تقديسه وحشره في زاوية معتمة من الذاكرة.

على إيقاع كتابة نفسية استمدت روحها من رواية "غدًا يوم القيامة" لمحسن بن نفيسة وإخراج ركحي لوليد الدغسني  تجاوز كريم ثليبي الحكاية المكتوبة نحو تشكّل ركحي ونفسي غدَا معه الماضي نقطة البداية لا وجهة ارتداد، حيث انطلق العرض من الموروث ليعود إليه مُحمّلا بالقلق والحيرة ورغبة جامحة في الفهم بعيدا عن الاجترار، إذ بعث في الموسيقى روحا تستشعر عبرها الانفعال والتردد والتوتر والحدة والصمت وغدت معها الجمل الموسيقية أنفاسا لا تتكرر تولد مع كل لحظة جديدة وتذوب فيها.

ومع تواتر  الأصوات تتشكل ملامح البسيكودراما الموسيقية حيث تتوّلد  لحظات صوتية مشحونة بالعاطفة ينغمس فيها الجمهور ليسمع ذاته ويحادثها وينبش في دواخلها وليرتطم بتوتر منسي أو قلق دفين أو أمل لفه التجاهل.

في العرض، كانت  العناصر  البصرية شريكة في التكوين الدرامي لتترجم حركات الضوء وتغيرات الخلفية وانسياب الظل والانتقالات  في المعنى والتحولات في الحالة النفسية للعمل.

وعلى الركح كان المشهد متعدّد الطبقات صوتيا وجسديا ودراميا، تعدد لم يفقد العرض تماسكه، بل منحه كثافة ينتفي معها الزمان والمكان ويوغل على وقعها الجمهور في متاهة داخلية ربما لم يكن مستعدا لها ولكن الأكيد أنه لا يستطيع مقاومتها.

"تخيّل.. روحك تسمع " لا يحتاج إلى  تحليل موسيقي أكاديمي صارم ، بقدر ما يتطلب آذانا تُحسن الإصغاء، وأعينا تجيد التأمّل، وقلوبا تسمح للدهشة بأن تسكنها، على أعتاب عمل لا تستوقفه حدود النغمة، فيعبرها إلى المغزى ولا تُشبعه جماليات الصوت، فهو يستنطق روح الإنسان.

في زمن يميل إلى الضجيج، يختار "تخيّل" أن يُراهن على الصمت بين نغمتين، على الثورة في مطلع الجمل الموسيقية، وعلى المقاومة على تخوم إعادة صياغة المعنى ما بين القرار والجواب.

ولما صدحت ناي البرغوثي تتغنى بفلسطين توشحت الشاشة برايتها وتلألأت الكوفيات على أكتاف الكورال وعاضدها صوت صابر الرضواني حينما استحضر غزة وارتسمت في الشاشة صور التراجيديا المستمرة في القطاع على وقع التقتيل والتجويع.

بعد عرض "تخيّل.. روحك تسمع " لن تغادر مسرح قرطاج الأثري كما دخلته، ستكون ممتلئا بالنغم والمعنى والحيرة بعد أن انغمس داخلك صوتيا وبصريا ودراميا ونفسيا التاريخ الجماعي  والتجارب الفردية، وستعلق بذاكرتك كلمات إمرأة فلسطينية بلغت من الكبر عتيا فغنت  "شدو بعضكم يا أهل فلسطين".. تلك الترنيمة التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي، نُقلت على ركح مهرجان قرطاج مع همس لصور قادمة من عمق الوجع الغزاوي.."تخيّل.. روحك تسمع" صرخات الجوعى والجرحى وأمنيات الشهداء قبل الرحيل الأخير

رضا الزعيبي

 
?اختتمت فعاليات الدورة الأولى من المهرجان الدولي للفنون الشعبية بأوذنة مساء الثلاثاء 5 أوت 2025، تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، وبدعم من الإدارة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، بعرض فني متميّز حمل عنوان "ربيخة"، قدّمه الفنان نور الدين الكحلاوي بمشاركة ابنته الفنانة مريم الكحلاوي، في تجربة فنية جمعت بين الرمزية العائلية وعمق الرسالة الثقافية.
?وقد شهد العرض حضورًا رسميًا مرموقًا، يتقدّمه السيد عبد الحميد بوقديدة، والي بن عروس، والسيدة أسماء الهمامي معتمدة مدينة مرناق، والسيد مهذب القرفي، المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بولاية بن عروس، والسيد عزيز بالأخضر عضو مجلس النواب، إلى جانب أعضاء المجلس المحلي لمعتمدية مرناق وعدد من إطارات وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية.
?احتضن مسرح الموقع الأثري بأوذنة على الساعة العاشرة ليلاً عرض "ربيخة"، الذي لم يكن مجرد عرض موسيقي، بل فرجة فنية متكاملة احتفت بالتراث التونسي في رؤية معاصرة. فقد قدّم نور الدين ومريم الكحلاوي مشروعًا فنيًا استلهم من لون المزود الشعبي، وأعاد صياغته بأسلوب حداثي يمزج بين الأداء الحي، والإيقاعات التقليدية، والتوزيع الموسيقي العصري، في تجربة جسّدت تلاقح الأجيال وعمق الانتماء الثقافي.
? غنّى نورالدين الكحلاوي خلال هذا العرض باقة من أشهر أعماله التي تفاعل معها الجمهور بحرارة، على غرار "يمشي ويجي"، "لا لا يا غالية"، "أوه.. لالا"، و"شكون فينا ما عندوش ذمّار"، وصولاً إلى "تحت الزربة"، التي شاركته فيها مريم الكحلاوي فوق الركح، في لحظة رمزية مؤثرة جمعت الأب وابنته.
بعدها، ترك لها المجال لتكمل السهرة بأغانٍ مختلفة أبرزت شخصيتها الفنية المستقلة، من بينها: "سرّي في بالي مخبّى"، "يا للا جيتك بدخيل"، "دزّيتيني هاني جيتك"، و"شايب لا لا يا بية"، مؤكدة من خلالها قدرتها على المزج بين الإرث العائلي والهوية الفنية الخاصة بها.
? وقد اختارت مريم نورالدين الكحلاوي أن تؤكد من خلال هذا العمل قدرتها على كسر الصور النمطية، واقتحام عالم المزود الذي لطالما ارتبط بالأداء الرجالي، لتبرهن أن الفن الشعبي لا يعرف حدود النوع، بل هو فضاء مفتوح للإبداع والتجديد.
? من بين أبرز أبعاد العرض، البعد الرمزي العاطفي الذي طبع اللقاء بين الأب وابنته فوق الخشبة، حيث بدا العرض بمثابة تسليم مشعل الأغنية الشعبية من الفنان المخضرم نور الدين الكحلاوي إلى الجيل الجديد ممثّلًا في مريم، التي لم تكتفِ بأداء أغاني والدها بتوزيع جديد، بل قدّمت أيضًا أعمالًا من إنتاجها الخاص، ما يُشير إلى رغبة حقيقية في بناء استمرارية فنية واعية تستند إلى الجذور دون أن تقع في أسر التكرار.
? يمثّل هذا الاختتام تتويجًا ناجحًا لفعاليات الدورة الأولى من مهرجان أوذنة الدولي للفنون الشعبية، الذي سعت من خلاله وزارة الشؤون الثقافية إلى إعادة الاعتبار للتراث الشعبي التونسي وإبراز ثرائه الجهوي والموسيقي، في فضاء أثري ذي رمزية حضارية عميقة. وقد نجح المهرجان في خلق فضاء حيّ للاحتفاء بالفنون الشعبية طيلة عشرة أيام من العروض الفرجوية والسهرات الفنية، التي جمعت تجارب موسيقية متنوّعة من تونس ومن بعض الدول الشقيقة، مما أتاح للجمهور المحلي والزائرين فرصة نادرة لاكتشاف عمق التراث الموسيقي الشعبي من زوايا متعددة.
رضا الزعيبي
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

  

 

الفنان صوت وطنه، الفنان صوته سلاحه ليصرخ بالحرية ويهتف للحب ويصدح بحنجرته حتى يتردد الصدى في كل مكان، هو ابن القدس وطفل غزة وفي جيناته الثورة الجزائرية، مزج في تكوينه الغضب المغاربي والجرأة الفلسطينية، واختار لنفسه كنية "قديس بلاد الشام"  لتصبح أغانيه كما التراتيل المقدسة يحفظها الشباب فهي زادهم للحرية.

باسم الحرية لفلسطين والانتصار لنضالات أبناء غزة و وسط هتافات الجمهور المدوية بشعار "الحرية لفلسطين" إنتظم أمس الثلاثاء 5 أوت حفل المغني الفلسطيني الجزائري مروان عبد الحميد، المعروف فنيا ب"سانت ليفانت" على ركح مسرح قرطاج الأثري، هذا الحفل الذي يُقام ضمن فعاليات الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي ليكتب فصلا آخر من فصول نجاحه الغنائي والجماهيري.

Free... free ..Palestine 

هو الشعار الذي استقبلت به الجماهير سانت ليفانت التي توافدت على مسرح قرطاج قبل أربع ساعات من بداية الحفل،  جمهور أغلبه من الشباب رفعوا أعلام تونس والجزائر وفلسطين والتحفوا بالكوفية رمزا وعنوانا للهوية، فالفنان الفلسطيني الجزائري، يغني للحب والوطن والحرية.

بالتحية العسكرية انطلق الحفل ليقدم ليفانت "على هذه الأرض" و"دلعونا" وليُذكر بصوته والضربات القوية على الخشبة أنه ينتمي لشعب الجبّارين الذي لا يقهر.

سانت ليفانت شعلة من الطاقة على الركح، تجربة فنية جد مختلفة، لموسيقاه طابعها الخاص فهو ينهل من الموسيقى العربية والغربية ويمزجهما في ايقاعات مجنونة تشبه جنونه.

على خشبة مهرجان قرطاج حاول ليفانت صياغة عالمه الخاص من خلال محادثات عفوية مع الجمهور ومشاهد ممسرحة تمهد للأغاني التي تقطف من كل مدينة نغمة، ومن كلّ لغة إيقاعا.

كلمات الأغاني تراوح بين العربية والانجليزية والفرنسية، في توليفة تشكل عوالمها اللغوية والوجدانية والصوتية وتنسج معالم أسلوب فني يمزج الحب والاحتجاج ويربط بين الذاكرة الفردية والجماعية.

وفي فصل من العرض وشحه التأثر داعب سانت لوفون أوتار عوده وتحدث عن علاقة الشعب التونسي مع القضية الفلسطينية وعن الفرق بين أن تكون في تونس مرتديا الكوفية وبين أن تكون في بلد آخر عربيا..

ممتعة موسيقاه، هو فنان قادر على التحكم في الجمهور، طاقته في الأداء والتفاعل مع الموسيقى رهيبة، وعروضه تشبه الرحلة في عالم الموسيقى، ففي أغنية "هل يمكن أن تحبيني" مزج الدبكة الفلسطينية مع الهيبهوب، وفي "الله يحميكي" صنع ملحمة موسيقية مزج فيها الشاوي والراي الجزائري مع الفلامنكو الاسباني، و"بعينيكي" و"القليل من الأصدقاء" أبدع في تشكيل صورة بصرية وحّد فيها ايقاعات غربية صاخبة مع ألحان عربية هادئة، فليفانت خبير في الميكساج بين موسيقات العالم وعروضه بالفعل رحلة حقيقية بين أنماط وإيقاعات من كل العالم.

 

لجمهوره غنى من ألبوميه الأخرين "رسائل حب" و"ديرة"، فقدم "الله يحميكي" و"comme c'est beau" و"قلبي"  وهي أغاني حب ورومانسية قدمها مروان عبد الحميد بأسلوبه المجنون، أما الألبوم "ديرة" فغنى منه "دلعونا" و"ديرة"، والأغنية هي اسم لفندق أقام فيه مروان عبد الحميد طفلا لكنه تعرض للقصف بعد حرب 7 أكتوبر 2023, وديرة أغنية عن المنفى وهو شعور يعرفه كل الفلسطينين كما يقول ليفانت دائما، في الأغنية  يدافع الفنان عن ذاكرة الطفولة ومن كلماتها " تحت كل حجرة، في ظل كل شجرة أشوف ذكريات ستي" وحجارة المسرح الروماني بقرطاج كانت خير صدى وأفضل حارسة للذاكرة.

سانت ليفانت عازف الساكسوفون فنان له طابعه الخاص في صناعة موسيقى شبابية مميزة، كلمات بسيطة تصل الى المتلقي وسهلة الحفظ، للحب والرومانسية يغني ولكنه دائم التذكير بفلسطينيته وفي كل أغنية أو حفل يقول جملة "فلسطين في صوتي" كما يردد شعار "فري فلسطين، فري غزة".

نجح مروان عبد الحميد  أمام جمهور قرطاج وكسب الرهان، غنى لفلسطين قضيته الأولى وأمتع محبيه بايقاعات جزائرية في أغنية "ديفا' وهي رسالة حب للجزائر وأثناء الأداء رفع العلمين التونسي والجزائري على المسرح

وغزة مدينة طفولته غادرها إلى الأردن ثم إلى لوس انجلس أين يقيم حاليا ليعيش حالة من الاغتراب نرى صداها في أغانيه 

وقد انطلق  سانت ليفانت في الغناء عام 2020 وحققت أولى أغانيه " باللغة الإنجليزية واسمها  "جيروزالم فريستايلز" ثم "نيرفانا أن غزة" نسب مشاهدة مرتفعة على اليوتيوب،  ليقدم ليفانت بعد ذلك النجاح مقاطع فيديو عن التاريخ الفلسطيني قوبلت بمتابعة مكثفة على منصات تيكتوك وانستغرام.

قدم سانت ليفانت لجمهوره ليلة من الحلم، أبدع في التنقل بين الأغاني وعزف الموسيقى، حافظ على طاقته لساعتين من الزمن، شارك فريقه لحظات من الصخب والجنون وكان وفيا للجمهور الذي يحفظ كل أغانيه فشاركه نجاح الحفلة وكتب سطرا آخر من أسطر النجاح على ركح قرطاج.

رضا الزعيبي

 

 اختُتمت قمة Huawei Cloud  لشمال إفريقيا بنجاح، حيث جمعت أكثر من 600 من صناع القرار في القطاعين العام والخاص، إلى جانب شركاء رئيسيين من المنظومة الرقمية قدموا من أكثر من 10 دول.

 وقد شكّلت القمة منصة محورية لاستشراف المستقبل الرقمي للمنطقة واستكشاف الفرص الاستراتيجية للتنمية عبر انتقال تكنولوجي نوعي.

وشهدت Huawei Cloud  نموًا ملحوظًا منذ إطلاقها الرسمي في مصر سنة 2024، ما جعلها أول مزوّد Cloud عامة في منطقة شمال إفريقيا.
وخلال سنة واحدة فقط، سجلت Huawei Cloud شمال إفريقيا نموًا استثنائيًا بنسبة 140%، ورافقت أكثر من 300  حريف و200 شريك في مشاريعهم الابتكارية، كما قامت بتكوين أكثر من 15,000 مطوّر للمساهمة في تسريع مسار التحول الذكي في المنطقة.

image.png

 

وقالت Jacqueline Shi، رئيسة قسم التسويق العالمي وخدمات المبيعات في Huawei Cloud، في كلمتها الافتتاحية »: إن التحوّل العالمي المدفوع بالذكاء الاصطناعي يُمثّل فرصة فريدة لمنطقة شمال إفريقيا لتجاوز مرحلة تكنولوجية حاسمة. « 

وأضافت » :في Huawei Cloud ، نضع الذكاء الاصطناعي في صميم استراتيجيتنا الابتكارية، طموحنا هو تقليص العوائق أمام اعتماد الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات ونريد أن نوفر لكم Cloud وتكنولوجيات ذكاء اصطناعي شاملة، متاحة في كل مكان، مجدية اقتصاديًا، ومدعومة بخبرة قطاعية متقدمة، والهدف هو تمكين كل بلد في منطقة شمال إفريقيا من بناء بنية تحتية سحابية ذكية، تُدخل مختلف القطاعات في عصر الذكاء الإصطناعي. «

image.png

Jacqueline Shi، رئيسة قسم التسويق العالمي وخدمات المبيعات

إدراكًا منها للفرص التي يتيحها التسريع نحو مستقبل رقمي، ذكي ومنخفض الكربون، كشفت Huawei Cloud عن استراتيجيتها المعروفة باسم الشموليّات الخمس ويتمحور هذا الإطار حول خمس مجالات رئيسية: الاتصال الشمولي، والخدمات العامة، والتعليم، والأمن، والطاقة، مستفيدًا من أحدث التقنيات مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، بهدف تمكين المنطقة من تحقيق قفزة تكنولوجية نوعية

وتعتبر الغاية من هذه الاستراتيجية جعل هذه التحوّلات التكنولوجية متاحة، ذكية، آمنة، وميسورة التكلفة للجميع، بما يعزز شمولية التطوير الرقمي ويضمن استفادة كافة الفئات والمجالات.

رائد في الذكاء الاصطناعي بفضل الابتكار التكنولوجي والخبرة القطاعية

تركّز Huawei Cloud جهودها على القطاعات الحيوية في منطقة شمال إفريقيا مثل الإدارات الحكومية، مشغّلي الاتصالات، المالية، الصناعة، التعليم، التجارة الإلكترونية والتوزيع وذلك بهدف تسريع وتيرة التحوّل الرقمي داخل هذه المجالات.

وخلال القمة، قدّم Felix Feng، رئيس Huawei Cloud لمنطقة شمال إفريقيا، المحاور الثلاثة لاستراتيجية Huawei Cloud، وهي:

1.    تمكين الحرفاء من نشر حلولهم السحابية، استخدامها، وإدارتها بكفاءة عالية

2.    دمج أفضل الممارسات من الصين والعالم مع فهم عميق للسياق المحلي، لتقديم حلول قطاعية ذات قيمة مضافة كبيرة

3.    توفير بنية تحتية حاسوبية متقدّمة وسلسلة تطوير متكاملة للذكاء الاصطناعي، لمساعدة الشركات المحلية على أن تصبح روّادًا في الذكاء الاصطناعي داخل مجالاتها.

وتهدف هذه الرؤية إلى خلق منظومة رقمية ذكية تواكب متطلبات النمو وتُعزز مكانة شمال إفريقيا في المشهد التكنولوجي العالمي.

image.png

 

Felix Feng، رئيس Huawei Cloud لمنطقة شمال إفريقيا

وفي إطار تعزيز التزامها المتواصل بدعم البنية التحتية الرقمية في المنطقة، أعلن Jo Xu، المدير العام لـ Huawei Cloud  مصر، عن افتتاح منطقة توفير خدمة جديدة (Availability Zone) في  القاهرة خلال سنة 2026.

وستمكّن هذه التوسعة من توفير خدمات سحابية أكثر كفاءة وجودة للحرفاء في مختلف أنحاء المنطقة، بما يعزّز من قدرة الشركات والمؤسسات على تسريع التحول الرقمي، والاستفادة من حلول تكنولوجية متقدمة وآمنة.

image.png

 

Jo Xu، المدير العام لـ Huawei Cloud  مصر

وقدّم Juan Yong، نائب مدير مبيعات الحلول العالمية في Huawei Cloud، مجموعة الابتكارات المتكاملة (Full-Stack) التي طورتها Huawei Cloud، وجعلت الذكاء الاصطناعي محورًا أساسيًا لها.

وفي هذا السياق، أبرز ModelArts Studio، وهي منصة Model as a Service (MaaS)، التي توفّر سلسلة أدوات مؤتمتة بالكامل وجاهزة للاستخدام لتطوير نماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بكفاءة وسهولة.

كما قامت Huawei Cloud بتوسيع عروضها من خلال مجموعة واسعة من الخدمات السحابية الأصلية (cloud-native AI services)، نذكر منها:

  • : GaussDB قاعدة بيانات ذكية عالية الأداء،
  • : CodeArts منصة تطوير متكاملة تعتمد منهجية DevSecOps،
  • : MetaStudio بيئة مخصصة لإنتاج المحتوى الرقمي بشكل مبتكر وفعّال.

وتعكس هذه الحلول التزام Huawei Cloud بتمكين المطوّرين والشركات في المنطقة من تسريع الابتكار، وبناء تطبيقات ذكية متقدمة تدعم نمو الاقتصاد الرقمي.

image.png

 

Juan Yong، نائب مدير مبيعات الحلول العالمية في Huawei Cloud،

استجابةً للمتطلبات العالية من حيث الأمان والموثوقية والمرونة التي يفرضها الحرفاء من القطاعين العام والخاص، كشف Hu Hang، المدير العام للأعمال العالمية في Huawei Hybrid Cloud، عن النسخة الجديدة Huawei Cloud Stack 8.5.

وتُعد هذه المنصة حلًا سحابيًا متطورًا، حيث توفّر أكثر من 120 خدمة سحابية مُعدّة مسبقًا، قابلة للنشر محليًا داخل مراكز البيانات، مما يتيح للمؤسسات الاستفادة من أحدث الابتكارات التقنية مع الحفاظ على سيادة البيانات.

وتهدف هذه الحلول إلى مواكبة التطور السريع للتقنيات المتقدمة مثل Cloud Native))، (Data Lakes)، والذكاء الاصطناعي، مع تقديم تجربة استخدام مرنة وآمنة تساعد المؤسسات على تعزيز كفاءتها الرقمية وتسريع تحولها الذكي.

image.png

 

Hu Hang، المدير العام للأعمال العالمية في Huawei Hybrid Cloud

منظومة معززة بالابتكار لخدمة التنمية المستدامة

تواصل Huawei Cloud اتباع فلسفتها المعروفة بـ "السحابة من أجل الخير" (Cloud for Good)، حيث تضع السحابة والذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمعات والبيئة والتنمية المستدامة.

وفي هذا السياق، سلط Aka Dai، مدير تسويق Huawei Cloud، الضوء على النتائج العملية لهذه المبادرة في مصر، من خلال برنامج دعم الشركات الناشئة.

ويُعد مثال شركة Intella  نموذجًا بارزًا في هذا الإطار حيث تطوّر هذه الشركة الناشئة أدق محرك للتعرّف الصوتي على اللغة العربية في العالم.

وبفضل موارد Huawei Cloud  مثل اعتمادات السحابة، التقنية المتقدمة للتعرّف التلقائي على الكلام (ASR)، ومنصة ModelArts  تمكنت Intella من تسريع تدريب بياناتها ونشر نماذجها ويغطي اليوم محرك Intella ما يزيد على 25  لهجة عربية، ويضع معايير جديدة في مجال الابتكار اللغوي.

image.png

 

Aka Dai، مدير تسويق Huawei Cloud

في مجال التكوين، أقامت Huawei Cloud  شراكات استراتيجية مع كل من هيئة تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، المعهد الوطني للاتصالات (NTI)، معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI)، بالإضافة إلى أبرز الجامعات المصرية.

وخلال القمة، تم إطلاق برنامج جديد تحت اسم Egypt Developers Community Appointment، يدمج أحدث التقنيات في مجالات الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، شبكات الجيل الخامس (5G)، والبيانات الضخمة ضمن المناهج الجامعية، كما يقدّم البرنامج تدريبات على المهارات الشخصية (Soft  Skills) والعمل الحر (Freelancing) بهدف توسيع آفاق فرص العمل أمام الطلاب.

من الأمثلة البارزة على هذا النشاط الابتكاري، جاءت شركة Manetho، الفائزة في مسابقة Huawei للمطوّرين في مصر لعام 2024، والتي طوّرت تطبيقًا لترجمة الهيروغليفية يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

منذ فوزها، حصد التطبيق شهرة واسعة وعددًا متزايدًا من المستخدمين والإيرادات، ويُستخدم اليوم في المتحف الوطني للحضارة المصرية، مع خطط لنشره قريبًا في المتحف المصري الكبير.

وبالنظر إلى المستقبل، تؤكد Huawei Cloud   على عزمها تعزيز التعاون مع عدد متزايد من الحرفاء والشركاء لتسريع التحول الذكي في منطقة شمال إفريقيا، خاصة في مجالات التعليم، الخدمات العامة، الاتصال، والأمن.

 

الصفحة 3 من 182
اشترك في نشرتنا الإخبارية
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…