|

فيزيون
في عيد المرأة .. صوفية صادق ترتحل بين المقامات.. و تشدو لتونس وفلسطين والحب
ليلة الثالث عشر من أوت 2025، تقاطعت رمزية عيد المرأة مع الهواجس الوطنية والإنسانية على ركح مهرجان قرطاج الدولي، حينما ارتحلت الفنانة صوفية صادق بين المقامات وشدت لتونس وفلسطين والحب والحياة.
على الركح تزينت الشاشات بأسماء نساء تونسيات تناثرت صورهن وأثرهن في مجالات شتى تمتد بين الفنون والمجتمع والسياسة على غرار بشيرة بن مراد وتوحيدة بالشيخ وهند صبري وغيرهن، قبل أن تتوشح بعبارات التهنئة "كل عام ونساء تونس بألف خير".
بعد غياب دام ثماني سنوات عن ركح قرطاج، عادت صوفية صادق إلى جمهورها الذي لم يخذلها، وحضر بكثافة، وتفاعل بحرارة منذ اللحظات الأولى لإطلالتها في عرض "سيدتي" الذي يأتي في إطار احتفاء وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن وقد واكبت كل من وزيرة الشؤون الثقافية السيدة أمينة الصرارفي ووزيرة المرأة السيدة أسماء الجابري هذا الحفل.
بين مقامات البياتي والكردي والراست والحجاز تنقلت الفنانة التونسية التي قدمت الأغنية الطربية برؤية معاصرة دون أن تمس من القيم الجمالية للموسيقى العربية الكلاسيكية لتبرهن مرة أخرى تمكنها من تقنيات الأداء الصوتي.
ألوان غنائية متعددة نثرتها صوفية صادق على الركح الأثري بمرافقة فرقة موسيقية يقودها المايسترو راسم دمق وشكلت مساحة غنائية تراوح بين النشيد الجماعي والفردي وبين القصائد الطربية والموشحات والأغاني الرومانسية والوطنية والمووايل التي عرفت بها خاصة في إعاداتها لأغاني كوكب الشرق أم كلثوم.
برنامجها لم يكن ترتيبا لأغان متتابعة، بقدر ما كان مخططا عاطفيا مدروسا، يمضي من الانتماء إلى الحنين، ومن الغزل إلى الثورة، في مسار يسبر دواخل المرأة على اختلاف حكاياها.
البدء كان بكوكتال وطني صدحت فيه أغاني "يا تونس" و"تونس يا بلد النصر" إلى "عهد الله"، و"يا بلادي انت شمس" و"أقسمت بالوطن" حيث صرّحت لمرات قد لاتنتهي بعشقها لتونس واحتفت بوطن منح المرأة حقوقا قد نراها بديهية لكنها مازالت حلما لنساء أخريات في عديد الدول.
بعد النبض الوطني، اتخذت الأجواء منحى عاطفيا بعدد من الأغاني الموشحة بالشجن والبوح على غرار "أنا فايقة" و"خدعونا" وحرام عليك" وتعرفني أنا نموت عليك" و"من الغربة ملينا"، هذه الأغاني وغيرها استبطنت مخزونا وجدانيا يستدعي صور المرأة التي تحب وتخسر وتنهض من جديد كطائر الفينيق.
لم تخف الفنانة صوفية صادق براعتها في التحكم بالمزاج الموسيقي عندما انتقلت إلى الكوكتال التونسي الذي استنطق فيه العازف الفذ والمبدع البشير السالمي أوتار كمنجته، وتبدت فيه الموسيقى التونسية في نغمات مختلفة أوغلت معها الذاكرة الغنائية الجمعية وهي تستعيد " بنت العرجون" و"بالله يا حمد" و"ساق نجعك" و"مريض فاني" و"أليف يا سلطاني".
ومن خانات الذاكرة تٌعرّج صوفية صادق على أغانيها التي طبعتها باللهجة التونسية، " عامل في لنحبو" و"تدلل" و"برا عمل على روحك" ويهبل" و"يا مجنون" التي اختزلت معنى أن يكون الفن ابن بيئته لهجة وموسيقى.
ومع الكوكتال الشرقي عادت بنا الذاكرة إلى ضوع طيب الزمن الجميل عبر أغنية "تحلى الليالي"، "مراسيلك"، و"عشقتك" التي اكتسى معها الركح مسحة طربية أثبتت الأوجه المتعددة لصوفية صادق القادرة على أن تكون تونسية بعمق ومنفتحة على الموسيقى الشرقية في الآن ذاته.
ولأن فلسطين كانت ومازالت أم البدايات وأم النهايات والبوصلة التي تنتهي عندها أرض الكرامة، خصصت لها الفنانة صوفية صادق فصلا من حفلها حمل اسمها صدحت فيه " القدس تصيح" و"استيقظي يا أمتي" و " إله العرش" وتحول الركح إلى مساحة للرفض والغضب والرجاء. أما في فقرة "الشيخ إمام"، فقد حملت إرث الأغنية الملتزمة إلى ركح قرطاج عبر أغنية "شيّد قصورك" كما نهلت من إرث "أم كلثوم" من خلال أغاني "الحب كله" و"أغدا ألقاك" و"بعيد عنك".
وقبل أن تغادر الركح عانق صوتها من جديد مقام الكردي الذي استهلت به حفلها وصدحت مرة أخرى بأغنية "يا تونس" ولسان حالها يقول إن تونس البدء والمنتهى.
حفل صوفية صادق بمناسبة عيد المرأة كان مسارا موسيقيا يتقاطع فيه الوطن والحب والذاكرة وكانت فيه المرأة عنوانا لكل أغنية ظاهرا وباطنا.
رضا الزعيبي
سهرة فلكلور في مهرجان قرطاج الدولي: رحلة نحو فن الشعوب وتراثها
تتقدم الشعوب حين تتصالح مع تراثها، وتصنع أمجادها انطلاقا من حكايات الماضي وفنون السابقين، فالتراث هوية وفي هذا السياق التقى جمهور الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي مع سهرة "فلكلور" الاثنين 11 أوت 2025 اذ اجتمعت على خشبة المسرح الروماني عشر فرق تقليدية كل منها تغنت بتراث بلدها.
من تونس والجزائر وليبيا والعراق ومصر وفلسطين وصربيا والهند والسينغال بوركينا فاسو، رقصت الاجساد وكتبت بلغة خاصة سهرة من أجمل سهرات المهرجان.
افريقيا ترقص للحرية
من القارة السمراء تكون بداية الرحلة، "ماما افريكا" الشامخة بتلونها الثقافي والايقاعي منها النبض وإليها العودة كلما رغبت الاجساد في التحرر، من السينغال جاء ديان ادامس محملا بالانسانية فغنى للأطفال خاصة أطفال فلسطين وصدح صوته عاليا للحرية.
في افريقيا جنوب الصحراء، مزيج من الحكايات، ومن بوركينا فاسو، اتحدت آلات الكورا والدجمبي والبلافون لصناعة ملحمة موسيقية افريقية الروح والتقديم، ضرباتهم على الخشبة كأنها كتابة متجددة للتاريخ، حكايات شعوب تعايش الرقص في حياتها اليومية، ففي جسد الافريقي نرى جليا أنساق الرقصات ومختلف خطواتها ليعبر عن الفرح كما الالم، يرقص للحياة ويرقص للموت أيضا، وبحركاتهم المتسارعة في رقصة العصا والسيف التي تقدم جزء من التحام أبناء القبيلة والوطن، ثم رفع علم بوركينافاسو وتحلق حوله الراقصين ويضربوا بأقدامهم الحافية بقوة شوق الإنسان إلى الحرية.
الرقص لغة لا تحتاج ترجمة
الرقص حياة وتعبيرة ثقافية لا تحتاج ترجمة، وبأجسادهم وحركاتهم قدم راقصي معهد بلغراد للرقص والغناء القليل من تاريخ بلدهم صربيا، على الشاشة الخلفية مررت صور لأشهر معالم البلد قلعة بلغراد، اعتلى العازفون الجزء العلوي للركح بلباسهم الأبيض والأسود أما القيثارة فكانت سيدة كل النغمات.
رسم الراقصون بحركاتهم الدائرية ونقراتهم الخفيفة على الخشبة بعض تفاصيل البلد، وقدموا أشهر الرقصات "كولو" وتقدم الرقصة في شكل سلسلة ويمسك أثنائها الراقصين ببعضهم البعض وتتسارع الخطوات حسب الإيقاع وفي صربيا أكثر من رقصة شعبية أهمها الكولو والبرانكو والسيفا.
لا تزال الرحلة متواصلة، من الشرق الأوروبي إلى قارة آسيا تحديداً الهند، عبر أصدق اللغات لغة الجسد، الرقص لدى الهنود حياة أخرى، الرقص لغة ضاربة في عمق الثقافة والحكايات، الى راجستان تحديداً تتجه أنظار الجمهور، في الجزء العلوي للركح فرقة تراجيستاني الموسيقية حيث يتقدم الطبل الهندي الكبير الحجم بايقاعاته القوية، وفي الأسفل تلون الراقصتان الفضاء بحركات مبهرة وطاقة فرح ترافق كل خطوة.
للجمهور قدموا أكثر من لوحة اذ تشتهر راجستان برقصات وفنون شعبية متعددة على غرار باتي وباغارو، ميزة الأزياء الألوان والتطريز ويتألف زي الراقصتين من تنورة طويلة وبلوزة قصيرة تسمى "شانيا شولي" chaniya choli بالإضافة إلى غطاء طويل يطوع أثناء الرقص.
ألوان مغاربية في قرطاج
تدق الطبول المدورة الشكل، يجلس خلفها العازفين، ألوانهم مميزة: الأبيض مع وشاح أحمر اللون، محملين بقوة الجنوب وسحر الصحراء صعدوا إلى ركح قرطاج ليكتبوا سطرا آخر في الذاكرة الموسيقية التونسية، "طوايف غبنطن" المسجلة في ديسمبر 2024 على القائمة التمثيلية للتراث غير المادي لدى اليونسكو, قدموا لوحة تراثية مزجوا فيها رقصتهم الفريدة وسحر لقاء الجسد مع الإيقاع.
صوت المزود يعلن الاحتفالية أعلى الركح، إيقاعات صاخبة يصنعها الطبل في تماهيه مع المزود الليبي وتكون أولى الرقصات نابضة بروح الصحراء اذ جسدوا بحركاتهم ووجوهم الملثمة سردية الطوارق حراس الصحراء منذ الازل، وقدمت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية الليبية لوحات راقصة عبرت عن فرحها بين الجمهور وأعضاء الفرقة التي تأسست منذ 1963 لتدافع عن الموروث الليبي من خلال لغة الموسيقى والرقص.
تتواصل الاحتفالية وتكون الوجهة إلى الجزائر وتحديدا فرقة تيفاست للفنون الشعبية فعزف أعضاء الفرقة ايقاعات الشاوية وموسيقي تقليدية تتقاطع مع أهازيج ترددها النسوة في شمال البلاد التونسية والمناطق الحدودية مع الجزائر، لأن الموسيقى لا تعترف بحدود الجغرافيا.
ايقاعات المشرق لغة حية
لبلاد الرافدين تتجه القلوب، إلى عراق الثقافة والحضارة، تحمل فرقة دار الأزياء جمهور المهرجان الدولي لقرطاج ليلامس عراقة الحضارة عبر اللباس والموسيقى، صوت المجوز العراقي يصدح كأنه يذكر الجمهور أن العراق أرض اللقاء والثقافات وعلى ايقاعات الهجع والجورجينا والسماعي والجوبي أشهرها قدمت الفرقة مجموعة من اللوحات مزجت فيها الرقص مع اللباس.
وفرقة دار الأزياء مؤسسة ثقافية تأسست في السبعينات وهي متخصصة في تصميم وتنفيذ الأزياء التراثية المستوحاة من التراث والحضارات المتعاقبة على العراق وعلى ركح قرطاج حملت الفرقة جزءا من حكايات البلد من خلال الملابس الموشاة بالخط العربي وتيجان السلاطين وأزياء الملكات وشموخهن.
تُطل الأهرامات من الشاشات، صوت "الدف" مع المزمار يرتفع تدريجيا وراقص أسمر البشرة بملامح فرعونية يلبس الجلابية التقليدية ويرفع بيمناه عصاه ليعلن عن انطلاق الوجهة إلى مصر. اللوحة الأولى جماعية ميزتها الايقاعات المتسارعة ونقرات العصي رسمت ملامح الفضاء، ثم تهدئ الموسيقى تدريجيا ويطل راقص التنورة ويبدئ في الدوران حد تحليق الجسد إلى فضاءات أرحب، فيُناجي الصوفيون في دورانهم ويبدع في نحت مشهدية بصرية لامست الروح.
أما فلسطين، فثورة أخرى، فلسطين أجمل الحكايات والرقص في فلسطين أهزوجة أبدية للحرية، على ايقاعات أغنية "عاشو الفلسطينية" لمحمد عساف دخلت فرقة الكوفية الفلسطينية لتبعث في الركح الحياة.
بأزيائهم التقليدية المطرزة بذاكرة شعب وألوانهم المازجة بين حمرة الدم الفلسطيني وخضرة حقول برتقال يافا والأسود لون الليل المظلم على كل معتد ومعهم بياض قلوب الأطفال، جميعها شكلت فسيفساء للحياة والحرية تكتب كل لحظة في فلسطين من النهر إلى البحر. وكانت الدبكة صوت الحرية، الدبكة صرخة ضد الصمت، هي استنطاق الأرض واستماتة في الدفاع عن ذاكرة شعب الجبارين، ففي النهاية حين تعجز الكلمات عن التعبير تكون ضربة الأقدام على الأرض.
رضا الزعيبي
شمس الغنيّة اللبنانيّة" نجوى كرم تتوهج على ركح مهرجان قرطاج الدولي
في سهرة مزاجها من ذكريات وحنين وقصص محبة مع الجمهور التونسي ترسخت على مر السنين، توهجت "شمس الغنية اللبنانية" نجوى كرم على ركح مهرجان قرطاج الأثري، وبفستان ذهبي ينهل تفاصيله من التاريخ ويستعير لونه من خيوط الشمس في أوج ضيائها أطلت على الركح بسهرة 9 أوت 2025 حيث سبقتها إيقاعات الدبكة التي تسربت إلى المدارج ولبت الأجساد نداء الرقص.
استهلال السهرة لم يكن كلاسيكيا، إذ طالع الجمهور إعلان مشاركة نجوى كرم في الدورة التاسعة والخمسين والذي احتفت فيه بقرطاج كلمات وزيّا ومكانا موغلا في التاريخ.."عزك دايم يا قرطاج" هكذا صدحت الفنانة التي تحمل في صوتها زخم الجبال وغازلت جمهورها ورافقها على الركح عازف طبل يقتنص الإيقاعات من تفاعل الجمهور.
حينما تغني أو ترفل بفستانها الذهبي جيئة وذهابا تبادل محبة جمهورها بأكثر منها، نجوى كرم الفنانة التي راكمت "ذكريات" جميلة على ركح قرطاج كما صرحت بذلك أكثر من مرة تبدو منتشية بما قدمته من أغاني متنوعة طيلة ما يزيد عن الساعتين في حفل سيبقى في ذاكرة كل من حضره مطولا.
منذ عام 1992، نسجت الفنانة نجوى كرم علاقة فنية ووجدانية مع مهرجان قرطاج وجمهوره فلم يخذلها كما لم تخذله فنيا سنوات 1992 و1997 و1998 و2004 و2008 و 2012 و آخرها عام 2016..
وتأتي مشاركتها هذا العام لترسخ حضورها في تونس وتؤكد مرة أخرى أن شمسها لم تغرب بعد وأنها قيمة فنية ثابتة في مشهد موسيقي عربي متغير،
فكان حضورها بمثابة طقس غنائيّ خاصّ تجاوز حدود العرض الموسيقي العابر ليصبح جزءا من ذاكرة المهرجان ووجدانه وهو ما يتجلى في اختلاف الفئات العمرية الحاضرة.
مرة أخرى، عادت "شمس الغنية اللبنانية" لتتوهج على الركح الأثري بقرطاج وتستحضر ذكريات الماضي وتجدد العهد مع المسرح الذي كان شاهدا على بداياتها وتحوّلاتها الفنية واحتفى بتطورها لتكتب مدونتها الغنائية المكثفة عاطفيا.
وحينما تعالت نغمات البزق والتحقت بها نغمات القانون ، توشح الركح بمسحة رومانسية وشاعرية وخاطبت نجوى كرم الذاكرة السمعية لجمهورها عبر "هيدا حكي" و"عاشقة" و"أيا أنا بدك" و"خليني شوفك بالليل"، و"بالروح بالدم".
بين الأغاني الإيقاعية المغرية بالرقص والمواويل الطربية الرخيمة تنقلت بسلاسة وتوقف الزمن عند خامة صوتها الجبلي وهي تصدح بمدلي "تهموني" وقد ازداد عنصر موسيقي آخر مفعم بالحماسة والحنين والدينامكية، هو الجمهور.
توازن لافت بين الطربي والجبلي والدبكة المشحونة بالتراث الموسيقي اللبناني، وبين النغمات الشرقية العميقة والتوزيعات المعاصرة، ظهر على الركح فقد أثبتت الفنانة نجوى كرم أنها تتقن فن التحول دون أن تفقد جوهرها، وتعرف كيف تُرضي أذواقا مختلفة تمتد بين الحالمين بالقديم والمتعطشين للجديد.
العرض، كما أسلفنا، تجاوز ساعتين من الزمن، قدّمت خلالها أغان جمعت فيها بين محطّات مختلفة من مسيرتها وكان فيها الجمهور كورالا يلتقط الجملة الموسيقية ويستبق الغناء في تفاعل عاطفي عميق بين الفنانة وجمهورها.
وحضور الجمهور لم يكن عدديا فحسب، بل شراكة وجدانية كاملة إذ رقص وغنّى وصفّق طيلة العرض، واستجاب لكل إيماءة من نجوى، في تجسيد لروابط الثقة والحنين التي خلقت طاقة جماعية ملفتة على ركح قرطاج.
وبالإضافة إلى أغانيها القديمة الراسخة في الذاكرة، غنت الفنانة نجوى كرم من ألبومها الجديد "حالة طوارئ"، وكانت انتقالاتها بين المقامات سلسة ومدروسة، كما خلق حضورها الركحي ووثوقها وانسجامها مع المسرح، الذي باتت تدرك كل زاوية فيه، فضلا عن صوتها الجبلي الذي لم يمسسه الزمن، حالة من الانسجام القصوى.
لعبت الفرقة الموسيقية التي رافقتها دورا مهما في خلق التناغم الجماعي فقدمت ألحانا تماهى فيها العود والطبلة والبزق والعود، والكمان وغيرها من الآلات في توزيع حي على إيقاع إضاءة منسجمة حملت الأداء إلى مساحات أخرى. نجوى كرم، التي غابت عن قرطاج لقرابة تسع سنوات، عادت إليه لتقدم عرضا موسيقيا متكاملا ومتوازنا كان بمثابة احتفاء جماعي بمدونتها الموسيقية بما فيها من تنويعات ومقامات وإيقاعات.
مع العلم ان بعض من حمهور السهرةغادر المسرح ابتداء من الساعة الحادية عشرة والربع مبديا عدم رضائه عما قدمته الفنانة
رضا الزعيبي
تخيّل.. روحك تسمع" على ركح قرطاج .. حينما تنطق الموسيقى بما لا يُقال
تخيل.. روحك تسمع"، ثلاث عبارات تحدد مسارات عمل موسيقي يقرأ الذاكرة ويؤولها ويغازل الصمت ويشكل المعنى تلو المعنى على أنقاض الفراغ..
تخيل دعوة جلية للخيال، تردفها فسحة من الصمت المفعم بالمغزى تتسلل منه الأصوات الموغلة في الذاكرة إلى الروح فتسمع، ويتشكل مفهوم الإصغاء في عمل فني تجريبي للفنان كريم ثليبي.
على ركح المسرح الأثري بقرطاج غير الغريب عن التجريب، اقترح عرض "تخيل.. روحك تسمع " في سهرة 8 أوت 2025 تجربة في الإصغاء، في التذكّر، في التساؤل، وفي التفكر اتخذ هيئة طقس ركحيّ مركّب تقاطعت فيه الأصوات والصور والأجساد والظلال، في مساحة فنية تسائلنا عمّن نحن، ومن كنا، وما يمكن أن نكون.
في ثنايا المسرح الأثري تقاطعت الذاكرات الفنية والإنسانية وغدت الأوركستر السمفوني التونسي بقيادة محمد بوسلامة حقلا تعبيريا نابضا لا يكتفي فيه الصوت بنقل النوتات المكتوبة بل يحاكي ما يعتمل في الصدر من حنين وشجن وتوتر دفين ورغبة في البوح.
وأما الكورال، بأصوات أوبرا تونس، فلم يكن جوقة في الخلفية، بل كينونة سردية تحتّج، وتهمس، وتتذكّر في نسيج سمعي برزت من بين دروبه أصوات فردية حملت الموروث بين ضلوعها كنبض حي لا يعرف التكلس، ناي البرغوثي، بصوتها المخاتل بين دفء الحكاية وحدّة الاحتجاج، وزياد الزواري الذي يستخرج من كمنجته قوة النغمة وحساسية النوتة، ومحمد علي شبيل الذي ينقّب بصوته في مكامن القلق الوجودي.
وبين زخم الحكايات التي تمتد من تونس إلى فلسطين، تنقل الوجع الذي يقيم بين الحب والحرب يُغني ناي حسين بن ميلود عن سيل من الآهات والعبرات ويسنده صوت صابر رضواني المعمّد بفصول من الذاكرة.
وفيما يناجي هادي فاهم غيتارته تتجلى أجساد الراقصين من الجزء العلوي للركح وكأنها تتنزّل من السماء وتتواتر صور يتجاذبها النور والعتمة في الشاشات ويصدح بهاء الدين فضل بصوت تتفتح على وقعه زهرة الروح التي تهرب من الجسد لتسمع أصوات الكون حينما تختزلها إيقاعات حمدي الجموسي ونصر الدين شبيل.
وبين القطع الموسيقية يتسرب صوت الممثل محمد بن مراد ليشرع أبواب المخيلة فتقذف الروح أثقالها وتلامس وجع أم مكلومة ترتسم دمعاتها حينما يلفظ كلمة "شقف" بكل ما تحمله من هواجس وآلام وأحلام متناثرة على زبد الموج وتتبدى ملامح أخرى للحياة على وقع صوتي سيرين الهرابي ونجوى عمر المحملان بزخم الأرض.
"تخيّل.. روحك تسمع " لا يعيد تقديم التراث بل يُفككه، ويعيد ترتيبه، ويخلع عنه ملامحه الأولى ليعيد تركيبه بأسلوب معاصر يكون فيه التراث روحا للصوت وتوغل الموسيقى في الذاكرة الشعبية لتنهل منها وتصوغ معاني جديدة.
في ذروة العناق بين التراثي والعصري تتبدى المقامات القديمة حينا وتتخفّى حينا آخر وتراوح القوالب الصوتية بين المألوف والمبتكر وتتسرب من بينها أسئلة وإمكانات كتابة التراث بلغات موسيقية معاصرة بعيدا عن تقديسه وحشره في زاوية معتمة من الذاكرة.
على إيقاع كتابة نفسية استمدت روحها من رواية "غدًا يوم القيامة" لمحسن بن نفيسة وإخراج ركحي لوليد الدغسني تجاوز كريم ثليبي الحكاية المكتوبة نحو تشكّل ركحي ونفسي غدَا معه الماضي نقطة البداية لا وجهة ارتداد، حيث انطلق العرض من الموروث ليعود إليه مُحمّلا بالقلق والحيرة ورغبة جامحة في الفهم بعيدا عن الاجترار، إذ بعث في الموسيقى روحا تستشعر عبرها الانفعال والتردد والتوتر والحدة والصمت وغدت معها الجمل الموسيقية أنفاسا لا تتكرر تولد مع كل لحظة جديدة وتذوب فيها.
ومع تواتر الأصوات تتشكل ملامح البسيكودراما الموسيقية حيث تتوّلد لحظات صوتية مشحونة بالعاطفة ينغمس فيها الجمهور ليسمع ذاته ويحادثها وينبش في دواخلها وليرتطم بتوتر منسي أو قلق دفين أو أمل لفه التجاهل.
في العرض، كانت العناصر البصرية شريكة في التكوين الدرامي لتترجم حركات الضوء وتغيرات الخلفية وانسياب الظل والانتقالات في المعنى والتحولات في الحالة النفسية للعمل.
وعلى الركح كان المشهد متعدّد الطبقات صوتيا وجسديا ودراميا، تعدد لم يفقد العرض تماسكه، بل منحه كثافة ينتفي معها الزمان والمكان ويوغل على وقعها الجمهور في متاهة داخلية ربما لم يكن مستعدا لها ولكن الأكيد أنه لا يستطيع مقاومتها.
"تخيّل.. روحك تسمع " لا يحتاج إلى تحليل موسيقي أكاديمي صارم ، بقدر ما يتطلب آذانا تُحسن الإصغاء، وأعينا تجيد التأمّل، وقلوبا تسمح للدهشة بأن تسكنها، على أعتاب عمل لا تستوقفه حدود النغمة، فيعبرها إلى المغزى ولا تُشبعه جماليات الصوت، فهو يستنطق روح الإنسان.
في زمن يميل إلى الضجيج، يختار "تخيّل" أن يُراهن على الصمت بين نغمتين، على الثورة في مطلع الجمل الموسيقية، وعلى المقاومة على تخوم إعادة صياغة المعنى ما بين القرار والجواب.
ولما صدحت ناي البرغوثي تتغنى بفلسطين توشحت الشاشة برايتها وتلألأت الكوفيات على أكتاف الكورال وعاضدها صوت صابر الرضواني حينما استحضر غزة وارتسمت في الشاشة صور التراجيديا المستمرة في القطاع على وقع التقتيل والتجويع.
بعد عرض "تخيّل.. روحك تسمع " لن تغادر مسرح قرطاج الأثري كما دخلته، ستكون ممتلئا بالنغم والمعنى والحيرة بعد أن انغمس داخلك صوتيا وبصريا ودراميا ونفسيا التاريخ الجماعي والتجارب الفردية، وستعلق بذاكرتك كلمات إمرأة فلسطينية بلغت من الكبر عتيا فغنت "شدو بعضكم يا أهل فلسطين".. تلك الترنيمة التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي، نُقلت على ركح مهرجان قرطاج مع همس لصور قادمة من عمق الوجع الغزاوي.."تخيّل.. روحك تسمع" صرخات الجوعى والجرحى وأمنيات الشهداء قبل الرحيل الأخير
رضا الزعيبي
اختتام المهرجان الدولي للفنون الشعبية بأوذنة: عرض "ربيخة" بين وفاء الأصالة وتجديد المعنى







أمام شبابيك مغلقة: سانت ليفانت يغني للحب والوطن والحرية
الفنان صوت وطنه، الفنان صوته سلاحه ليصرخ بالحرية ويهتف للحب ويصدح بحنجرته حتى يتردد الصدى في كل مكان، هو ابن القدس وطفل غزة وفي جيناته الثورة الجزائرية، مزج في تكوينه الغضب المغاربي والجرأة الفلسطينية، واختار لنفسه كنية "قديس بلاد الشام" لتصبح أغانيه كما التراتيل المقدسة يحفظها الشباب فهي زادهم للحرية.
باسم الحرية لفلسطين والانتصار لنضالات أبناء غزة و وسط هتافات الجمهور المدوية بشعار "الحرية لفلسطين" إنتظم أمس الثلاثاء 5 أوت حفل المغني الفلسطيني الجزائري مروان عبد الحميد، المعروف فنيا ب"سانت ليفانت" على ركح مسرح قرطاج الأثري، هذا الحفل الذي يُقام ضمن فعاليات الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي ليكتب فصلا آخر من فصول نجاحه الغنائي والجماهيري.
Free... free ..Palestine
هو الشعار الذي استقبلت به الجماهير سانت ليفانت التي توافدت على مسرح قرطاج قبل أربع ساعات من بداية الحفل، جمهور أغلبه من الشباب رفعوا أعلام تونس والجزائر وفلسطين والتحفوا بالكوفية رمزا وعنوانا للهوية، فالفنان الفلسطيني الجزائري، يغني للحب والوطن والحرية.
بالتحية العسكرية انطلق الحفل ليقدم ليفانت "على هذه الأرض" و"دلعونا" وليُذكر بصوته والضربات القوية على الخشبة أنه ينتمي لشعب الجبّارين الذي لا يقهر.
سانت ليفانت شعلة من الطاقة على الركح، تجربة فنية جد مختلفة، لموسيقاه طابعها الخاص فهو ينهل من الموسيقى العربية والغربية ويمزجهما في ايقاعات مجنونة تشبه جنونه.
على خشبة مهرجان قرطاج حاول ليفانت صياغة عالمه الخاص من خلال محادثات عفوية مع الجمهور ومشاهد ممسرحة تمهد للأغاني التي تقطف من كل مدينة نغمة، ومن كلّ لغة إيقاعا.
كلمات الأغاني تراوح بين العربية والانجليزية والفرنسية، في توليفة تشكل عوالمها اللغوية والوجدانية والصوتية وتنسج معالم أسلوب فني يمزج الحب والاحتجاج ويربط بين الذاكرة الفردية والجماعية.
وفي فصل من العرض وشحه التأثر داعب سانت لوفون أوتار عوده وتحدث عن علاقة الشعب التونسي مع القضية الفلسطينية وعن الفرق بين أن تكون في تونس مرتديا الكوفية وبين أن تكون في بلد آخر عربيا..
ممتعة موسيقاه، هو فنان قادر على التحكم في الجمهور، طاقته في الأداء والتفاعل مع الموسيقى رهيبة، وعروضه تشبه الرحلة في عالم الموسيقى، ففي أغنية "هل يمكن أن تحبيني" مزج الدبكة الفلسطينية مع الهيبهوب، وفي "الله يحميكي" صنع ملحمة موسيقية مزج فيها الشاوي والراي الجزائري مع الفلامنكو الاسباني، و"بعينيكي" و"القليل من الأصدقاء" أبدع في تشكيل صورة بصرية وحّد فيها ايقاعات غربية صاخبة مع ألحان عربية هادئة، فليفانت خبير في الميكساج بين موسيقات العالم وعروضه بالفعل رحلة حقيقية بين أنماط وإيقاعات من كل العالم.
لجمهوره غنى من ألبوميه الأخرين "رسائل حب" و"ديرة"، فقدم "الله يحميكي" و"comme c'est beau" و"قلبي" وهي أغاني حب ورومانسية قدمها مروان عبد الحميد بأسلوبه المجنون، أما الألبوم "ديرة" فغنى منه "دلعونا" و"ديرة"، والأغنية هي اسم لفندق أقام فيه مروان عبد الحميد طفلا لكنه تعرض للقصف بعد حرب 7 أكتوبر 2023, وديرة أغنية عن المنفى وهو شعور يعرفه كل الفلسطينين كما يقول ليفانت دائما، في الأغنية يدافع الفنان عن ذاكرة الطفولة ومن كلماتها " تحت كل حجرة، في ظل كل شجرة أشوف ذكريات ستي" وحجارة المسرح الروماني بقرطاج كانت خير صدى وأفضل حارسة للذاكرة.
سانت ليفانت عازف الساكسوفون فنان له طابعه الخاص في صناعة موسيقى شبابية مميزة، كلمات بسيطة تصل الى المتلقي وسهلة الحفظ، للحب والرومانسية يغني ولكنه دائم التذكير بفلسطينيته وفي كل أغنية أو حفل يقول جملة "فلسطين في صوتي" كما يردد شعار "فري فلسطين، فري غزة".
نجح مروان عبد الحميد أمام جمهور قرطاج وكسب الرهان، غنى لفلسطين قضيته الأولى وأمتع محبيه بايقاعات جزائرية في أغنية "ديفا' وهي رسالة حب للجزائر وأثناء الأداء رفع العلمين التونسي والجزائري على المسرح
وغزة مدينة طفولته غادرها إلى الأردن ثم إلى لوس انجلس أين يقيم حاليا ليعيش حالة من الاغتراب نرى صداها في أغانيه
وقد انطلق سانت ليفانت في الغناء عام 2020 وحققت أولى أغانيه " باللغة الإنجليزية واسمها "جيروزالم فريستايلز" ثم "نيرفانا أن غزة" نسب مشاهدة مرتفعة على اليوتيوب، ليقدم ليفانت بعد ذلك النجاح مقاطع فيديو عن التاريخ الفلسطيني قوبلت بمتابعة مكثفة على منصات تيكتوك وانستغرام.
قدم سانت ليفانت لجمهوره ليلة من الحلم، أبدع في التنقل بين الأغاني وعزف الموسيقى، حافظ على طاقته لساعتين من الزمن، شارك فريقه لحظات من الصخب والجنون وكان وفيا للجمهور الذي يحفظ كل أغانيه فشاركه نجاح الحفلة وكتب سطرا آخر من أسطر النجاح على ركح قرطاج.
رضا الزعيبي
منصة سحابية لتمكين البنية الرقمية في شمال إفريقيا
اختُتمت قمة Huawei Cloud لشمال إفريقيا بنجاح، حيث جمعت أكثر من 600 من صناع القرار في القطاعين العام والخاص، إلى جانب شركاء رئيسيين من المنظومة الرقمية قدموا من أكثر من 10 دول.
وقد شكّلت القمة منصة محورية لاستشراف المستقبل الرقمي للمنطقة واستكشاف الفرص الاستراتيجية للتنمية عبر انتقال تكنولوجي نوعي.
وشهدت Huawei Cloud نموًا ملحوظًا منذ إطلاقها الرسمي في مصر سنة 2024، ما جعلها أول مزوّد Cloud عامة في منطقة شمال إفريقيا.
وخلال سنة واحدة فقط، سجلت Huawei Cloud شمال إفريقيا نموًا استثنائيًا بنسبة 140%، ورافقت أكثر من 300 حريف و200 شريك في مشاريعهم الابتكارية، كما قامت بتكوين أكثر من 15,000 مطوّر للمساهمة في تسريع مسار التحول الذكي في المنطقة.
وقالت Jacqueline Shi، رئيسة قسم التسويق العالمي وخدمات المبيعات في Huawei Cloud، في كلمتها الافتتاحية »: إن التحوّل العالمي المدفوع بالذكاء الاصطناعي يُمثّل فرصة فريدة لمنطقة شمال إفريقيا لتجاوز مرحلة تكنولوجية حاسمة. «
وأضافت » :في Huawei Cloud ، نضع الذكاء الاصطناعي في صميم استراتيجيتنا الابتكارية، طموحنا هو تقليص العوائق أمام اعتماد الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات ونريد أن نوفر لكم Cloud وتكنولوجيات ذكاء اصطناعي شاملة، متاحة في كل مكان، مجدية اقتصاديًا، ومدعومة بخبرة قطاعية متقدمة، والهدف هو تمكين كل بلد في منطقة شمال إفريقيا من بناء بنية تحتية سحابية ذكية، تُدخل مختلف القطاعات في عصر الذكاء الإصطناعي. «
Jacqueline Shi، رئيسة قسم التسويق العالمي وخدمات المبيعات
إدراكًا منها للفرص التي يتيحها التسريع نحو مستقبل رقمي، ذكي ومنخفض الكربون، كشفت Huawei Cloud عن استراتيجيتها المعروفة باسم الشموليّات الخمس ويتمحور هذا الإطار حول خمس مجالات رئيسية: الاتصال الشمولي، والخدمات العامة، والتعليم، والأمن، والطاقة، مستفيدًا من أحدث التقنيات مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، بهدف تمكين المنطقة من تحقيق قفزة تكنولوجية نوعية.«
وتعتبر الغاية من هذه الاستراتيجية جعل هذه التحوّلات التكنولوجية متاحة، ذكية، آمنة، وميسورة التكلفة للجميع، بما يعزز شمولية التطوير الرقمي ويضمن استفادة كافة الفئات والمجالات.
رائد في الذكاء الاصطناعي بفضل الابتكار التكنولوجي والخبرة القطاعية
تركّز Huawei Cloud جهودها على القطاعات الحيوية في منطقة شمال إفريقيا مثل الإدارات الحكومية، مشغّلي الاتصالات، المالية، الصناعة، التعليم، التجارة الإلكترونية والتوزيع وذلك بهدف تسريع وتيرة التحوّل الرقمي داخل هذه المجالات.
وخلال القمة، قدّم Felix Feng، رئيس Huawei Cloud لمنطقة شمال إفريقيا، المحاور الثلاثة لاستراتيجية Huawei Cloud، وهي:
1. تمكين الحرفاء من نشر حلولهم السحابية، استخدامها، وإدارتها بكفاءة عالية
2. دمج أفضل الممارسات من الصين والعالم مع فهم عميق للسياق المحلي، لتقديم حلول قطاعية ذات قيمة مضافة كبيرة
3. توفير بنية تحتية حاسوبية متقدّمة وسلسلة تطوير متكاملة للذكاء الاصطناعي، لمساعدة الشركات المحلية على أن تصبح روّادًا في الذكاء الاصطناعي داخل مجالاتها.
وتهدف هذه الرؤية إلى خلق منظومة رقمية ذكية تواكب متطلبات النمو وتُعزز مكانة شمال إفريقيا في المشهد التكنولوجي العالمي.
Felix Feng، رئيس Huawei Cloud لمنطقة شمال إفريقيا
وفي إطار تعزيز التزامها المتواصل بدعم البنية التحتية الرقمية في المنطقة، أعلن Jo Xu، المدير العام لـ Huawei Cloud مصر، عن افتتاح منطقة توفير خدمة جديدة (Availability Zone) في القاهرة خلال سنة 2026.
وستمكّن هذه التوسعة من توفير خدمات سحابية أكثر كفاءة وجودة للحرفاء في مختلف أنحاء المنطقة، بما يعزّز من قدرة الشركات والمؤسسات على تسريع التحول الرقمي، والاستفادة من حلول تكنولوجية متقدمة وآمنة.
Jo Xu، المدير العام لـ Huawei Cloud مصر
وقدّم Juan Yong، نائب مدير مبيعات الحلول العالمية في Huawei Cloud، مجموعة الابتكارات المتكاملة (Full-Stack) التي طورتها Huawei Cloud، وجعلت الذكاء الاصطناعي محورًا أساسيًا لها.
وفي هذا السياق، أبرز ModelArts Studio، وهي منصة Model as a Service (MaaS)، التي توفّر سلسلة أدوات مؤتمتة بالكامل وجاهزة للاستخدام لتطوير نماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بكفاءة وسهولة.
كما قامت Huawei Cloud بتوسيع عروضها من خلال مجموعة واسعة من الخدمات السحابية الأصلية (cloud-native AI services)، نذكر منها:
- : GaussDB قاعدة بيانات ذكية عالية الأداء،
- : CodeArts منصة تطوير متكاملة تعتمد منهجية DevSecOps،
- : MetaStudio بيئة مخصصة لإنتاج المحتوى الرقمي بشكل مبتكر وفعّال.
وتعكس هذه الحلول التزام Huawei Cloud بتمكين المطوّرين والشركات في المنطقة من تسريع الابتكار، وبناء تطبيقات ذكية متقدمة تدعم نمو الاقتصاد الرقمي.
Juan Yong، نائب مدير مبيعات الحلول العالمية في Huawei Cloud،
استجابةً للمتطلبات العالية من حيث الأمان والموثوقية والمرونة التي يفرضها الحرفاء من القطاعين العام والخاص، كشف Hu Hang، المدير العام للأعمال العالمية في Huawei Hybrid Cloud، عن النسخة الجديدة Huawei Cloud Stack 8.5.
وتُعد هذه المنصة حلًا سحابيًا متطورًا، حيث توفّر أكثر من 120 خدمة سحابية مُعدّة مسبقًا، قابلة للنشر محليًا داخل مراكز البيانات، مما يتيح للمؤسسات الاستفادة من أحدث الابتكارات التقنية مع الحفاظ على سيادة البيانات.
وتهدف هذه الحلول إلى مواكبة التطور السريع للتقنيات المتقدمة مثل Cloud Native))، (Data Lakes)، والذكاء الاصطناعي، مع تقديم تجربة استخدام مرنة وآمنة تساعد المؤسسات على تعزيز كفاءتها الرقمية وتسريع تحولها الذكي.
Hu Hang، المدير العام للأعمال العالمية في Huawei Hybrid Cloud
منظومة معززة بالابتكار لخدمة التنمية المستدامة
تواصل Huawei Cloud اتباع فلسفتها المعروفة بـ "السحابة من أجل الخير" (Cloud for Good)، حيث تضع السحابة والذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمعات والبيئة والتنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، سلط Aka Dai، مدير تسويق Huawei Cloud، الضوء على النتائج العملية لهذه المبادرة في مصر، من خلال برنامج دعم الشركات الناشئة.
ويُعد مثال شركة Intella نموذجًا بارزًا في هذا الإطار حيث تطوّر هذه الشركة الناشئة أدق محرك للتعرّف الصوتي على اللغة العربية في العالم.
وبفضل موارد Huawei Cloud مثل اعتمادات السحابة، التقنية المتقدمة للتعرّف التلقائي على الكلام (ASR)، ومنصة ModelArts تمكنت Intella من تسريع تدريب بياناتها ونشر نماذجها ويغطي اليوم محرك Intella ما يزيد على 25 لهجة عربية، ويضع معايير جديدة في مجال الابتكار اللغوي.
Aka Dai، مدير تسويق Huawei Cloud
في مجال التكوين، أقامت Huawei Cloud شراكات استراتيجية مع كل من هيئة تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، المعهد الوطني للاتصالات (NTI)، معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI)، بالإضافة إلى أبرز الجامعات المصرية.
وخلال القمة، تم إطلاق برنامج جديد تحت اسم Egypt Developers Community Appointment، يدمج أحدث التقنيات في مجالات الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، شبكات الجيل الخامس (5G)، والبيانات الضخمة ضمن المناهج الجامعية، كما يقدّم البرنامج تدريبات على المهارات الشخصية (Soft Skills) والعمل الحر (Freelancing) بهدف توسيع آفاق فرص العمل أمام الطلاب.
من الأمثلة البارزة على هذا النشاط الابتكاري، جاءت شركة Manetho، الفائزة في مسابقة Huawei للمطوّرين في مصر لعام 2024، والتي طوّرت تطبيقًا لترجمة الهيروغليفية يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
منذ فوزها، حصد التطبيق شهرة واسعة وعددًا متزايدًا من المستخدمين والإيرادات، ويُستخدم اليوم في المتحف الوطني للحضارة المصرية، مع خطط لنشره قريبًا في المتحف المصري الكبير.
وبالنظر إلى المستقبل، تؤكد Huawei Cloud على عزمها تعزيز التعاون مع عدد متزايد من الحرفاء والشركاء لتسريع التحول الذكي في منطقة شمال إفريقيا، خاصة في مجالات التعليم، الخدمات العامة، الاتصال، والأمن.
انطلاق أشغال مشروع نساء المدينة « Femmedina » في سوسة: نحو تحول حضري شامل في منطقة قبادجي
خمسون عاما من الحب".. أو اللقاء المشتهى بين شانتال غويا وجمهور الأطفال
للهِ مَا أَحْلى الطُّفولَةَ، انها حلم الحياة، عهد كمعسول الرؤى، ما بين أجنحة السبات هكذا قال أبو القاسم الشابي شاعر الحياة، وعلى ركح مهرجان قرطاج كان اللقاء مع صديقة الطفولة ومانحة الحياة لأغاني الأطفال شانتال غويا وعرض "خمسون عاما من الحب" الذي قدم في سهرة 3 أوت 2025 بدعم من وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن.
شانتال غويا طفلة لا تكبر، صاحبة الثلاثة وثمانين ربيعا تلعب على الركح بشغف طفلة لم تتجاوز السبعة أعوام، بفستان زهري اللون أطلت على جمهورها، حيتهم بالقول "السلام عليكم تونس، أنا أحب هذا البلد جدا، سبق وأن زرت جربة والحمامات وعشقت البلاد، تحية إلى الأولياء الذين كانوا أطفالا يستمعون إلى أغانيّ واليوم يواكبون العرض مع أطفالهم" قبل أن تعلن انطلاق الرحلة إلى عوالم السحر والبراءة والجمال.
إلى الغابة وحيواناتها كانت الرحلة، تفاصيل الحياة في الغابة نُقلت عبر ممثلين تماهوا مع الأقنعة حد التعايش، ومع كل أغنية تزيد غويا في جرعة السعادة الممنوحة للأطفال بحماستها الشديدة، عوالم مثيرة أبدعت شانتال في غنائها والانتقال بينها ببراعة الممثلة المتمكنة من شخصياتها والفنانة العارفة بأسرار كل كلمة وايقاع.
مغرية هي حكايات الأطفال، أول الشخصيات ظهرت على الركح كانت "جانو لابان" أغنية تعود إلى العام 1977 وتنقل حكاية صياد قتله الأرنب، "جانو لابان" ليس بأرنب عادي بل ذكي له قدرة على السيطرة على فضاء الأغنية وفضاء اللعب أمام الجمهور.
خمسون عاما من الحب، خمسون عاما من تقديم أغاني الأطفال حتى أصبحت علامة لها، خمسون عاما وشانتال غويا تحلم وتشكل بصوتها الرقيق أجمل العوالم، فنانة شغوفة بالتجديد، وهي من أشهر الفنانات في فرنسا في مجال الغناء للطفل والكوميديا الموسيقية الموجهة للعائلة.
لجمهورها قدمت جزءا من مسيرة نصف قرن، عادت بالذاكرة إلى أشهر أغاني الرسوم المتحركة وغنت إحدى أشهر أغانيها"Bouba" التي يعرفها الأطفال العرب بشخصيتي "سكر ولوز" الصديقين اللذين لا يفترقان مطلقا، "بوبا" أغنية قدمت أول مرة عام 1982 وبعد غنائها قالت الفنانة "ما أجمل الذكريات"، وفعلا ما أجمل ذكريات الطفولة حين تتدفق مرة واحدة في عرض غنائي موسيقي تنتفي أمامه الأرقام وتمحى السنوات ليعود الجميع أطفالا يتحسسون عوالم من الدهشة والاكتشاف.
عوالم شانتال مغرية هي تشكيلة من الألوان والشخصيات والقصص المشوقة تسردها بأسلوبها المميز، فنانة وممثلة تنتقل بين الحكايات ببراعة فالمسرح تزين بأبهى الألوان، ألوان الغابة وعوالم السحر والقصص المحفزة لخيال الطفل.. الأحمر والأزرق والأصفر بتدرجاته ألوان منحت السهرة أبعادا تشكيلية وحولت الحجارة الصامتة الى أهزوجة للحياة والطفولة.
أمام أطفال قرطاج غنت ورقصت واستحضرت باقة من أجمل ذكرياتها وأغانيها التي شكلت الذاكرة الجماعية لجيل كامل، أبدعت شانتال في استحضار حكايات الأمس، وعادت بدورها طفلة تعانق الباندا في أغنية باندي باندا" التي قدمت لأول مرة عام 1985ومازالت الأغنية تحافظ على رونقها وتستهوي المتلقي.
لا حدود للابداع اذا قُدم بروح طفل، فالطفولة ساحرة وحكاياتها مثيرة، أمام الأطفال يقف العقل عاجزا وحده القلب يكتب أجمل "تعاويذ" الفرحة وفي قرطاج اختزلت شانتال خمسين عاما من النجاح في ساعتين، فأمتعت محبيها بأغانيها مثلl'alphabet en chatant وle chat botté وloup loup والعرض أشرف عليه زوجها ومؤلف أغانيها، جان-جاك دوبو الذي صنعت معه شانتال غويا مجدها الفني في الانتاج المسرحي الموجه للطفولة.
وقد أضفت السينوغرافيا أبعادا جمالية لعرض خمسين عاما من الحب، الإضاءة بألوانها الصاخبة والصور المنعكسة على الشاشات حسب الأغنية ومضمونها، أما الأزياء فتُعد من نقاط قوة العرض، إذ صنعت بحرفية عالية فاختلفت ألوانها وتصاميمها حسب الشخصيات والحكايات، فكانت مبهرة تشد انتباه الطفل وتشجعه ليطلق العنان لخياله..
وعوالم شانتال المثيرة عززتها الرقصات والمؤثرات البصرية، وتحتفظ شانتال غويا بجميع الأزياء منذ عرضها الأول عام 1980 فالأزياء ذاكرة أيضا إذ لديها أكثر من ألفي قطعة، منها 400 قُدّت للاحتفال بعرض خمسين عاما من الحب
"خمسون عام من الحب" لقاء الحب والذكريات قدمته صديقة الأطفال وصانعة ذاكرة جيل كامل، شانتال غويا تلك الفنانة التي بدأت مشوارها مع مطلع الستينات وتمتعت بموهبة في الغناء والتمثيل، ومنذ 1975 اتجهت إلى الغناء للأطفال وتميزت في هذا اللون الفني وشكلت مع زوجها جان جاك دوبو ثنائيا فنيا رائعا، وفي قرطاج صنعت مع جمهورها عرضا استثنائيا يتماهي فيه عالم الأطفال بالخيال والسحر.
رضا الزعيبي
سهرة قائدي الاوركسترا في قرطاج ابداع وفن راقي
ساحرة هي لحظات اللقاء الأولى، كنُوتة منفلتة أو قصيدة عشق لا تموت، اللقاء بين الموسيقى، سيدة اللحظة، قديسة السهرة والديدن المقدس لكل العازفين الذين حملوا آلاتهم نبراسا للحب ليوزعوا الفرحة مجانا لكل العشاق أو جمهور حفل سهرة قائدي الاوركسترا على ركح قرطاج الدولي في دورته التاسعة والخمسين.
السهرة الاوركسترالية جمعت باقة من امهر قادة الاوركسترا، من تونس المايسترو شادي القرفي ومن الجزائر المايسترو لطفي السعيدي ومن فلسطين المايسترا لامار الياس ومن ايطاليا المايسترو آندريا تارنتينو ومن تركيا أحمد باران، وبمشاركة المغنينGoar faradzhian من ايطاليا ومنجية الصفاقسي من تونسMine bitmez من تركيا، اجتمعوا في فضاء واحد في تاسع سهرات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي.
قائد الرحلة الموسيقية ومصمم السهرة كان المايسترو شادي القرفي، واختار أن يكون "مألوف فانك" لفوزي الشكيلي أولى المقطوعات المعزوفة في العرض، لحظات من تدفق الايقاعات وصخب الحكاية وكأن آلة الناي التي أبدع في عزفها أحمد ليتيم تستحضر حكايات الاندلسيين وأثرهم في الثقافة الموسيقية التونسية.
وبصوتها المميز غنت منجية الصفاقسي أغان طبعت في ذاكرة التونسيين فقدمت "تتفتح لشكون" كلمات عبد الحكيم الربيعي وألحان عبد الكريم صحابو و"يازهرة في خيالي" لفريد الأطرش في توزيع اوركسترالي لشادي القرفي.
من تونس الى الجارة ايطاليا، مع المايسترو آندريا تارنتينو ورافقه صوت السوبرانوGoar faradzhian أين تهادت الكمنجات وانسابت موسيقاها لترسم حلما جميلا، وصنعت موسيقى المزمار أوflûte و الساكسوفون ثورتها الايقاعية وأمتعت المغنية بصوتها المخملي الذاكرة والروح حيث قدمت أغان من الذاكرة الموسيقية الإيطالية فغنتO sole mio وil padrino وهي الموسيقى التصويرية لفيلم "العراب" وcon te partiro التي تعتبر من أشهر الأغاني لأندريا بوتشلي، بهذا الاختيار شدت المغنيةGoar faradzhian الانتباه ومنحت رحلة بصوتها الى الذاكرة والموسيقى الإيطالية الأصيلة.
وتواصلت الرحلة في محراب الموسيقى، مع آلة التشلو قائدة المجموعة، ثم تلتها الكمنجات، فالآلات الايقاعية إذ تغيرت الموسيقى من هادئة الى صاخبة لتشبه بذلك الجزائر في ألوانها وموسيقاها، وليمنح المايسترو الجزائري لطفي السعيدي مساحته من الموسيقى أمام جمهور قرطاج، فقدم أغان مثل "جارجورا" ألحان عبد الوهاب سليم، وغني الكورال "يا شهلة لعياني" ومسك ختام الفقرة أغنية "يا رايح" كلمات رشيد طه وألحان دحمان الحراشي ومن كلمات الأغنية "يا رايح وين مسافر، تروح تعيي وتولي" وهي بمثابة نشيد الهجرة والتقاط فني عميق لالم الغربة والاغنية جزء من الذاكرة المغاربية وكانت لسنوات طويلة عنوانا للالم الذي يعيشه المغترب والأمل في العودة للوطن.
الرغبة في العودة ترجمتها الموسيقى الثائرة إذ منحتنا تلك الوصلات تذكرة سفر إلى القدس القبلة والمنتهى أما الوجع الفلسطيني والتهجير القسري فكان يشبه كثيرا الحوار بين الناي والقانون والكمان، ثلاث آلات تكتب باسلوبها الوجع وتحوله إلى موسيقى في معزوفة "سماعي بياتي".
للجمهور قدمت "منتصبة القامة مرفوعة الهامة"، شامخة شموخ الزيتون والزعتر، المايسترا لامار الياس من فلسطين مع الاوركسترا عزفوا للارض، للحرية وغنى الكورال "موطني"، الموسيقى كانت كما الرصاصة المنطلقة مباشرة مع أصوات تردد "هل أراك في علاك تبلغ السماء" فبلغت أصوات الفلسطينين السماء وتجاوزتها. كما قدمت أيقونة غنائية أخرى من كلمات الراحل عبد الرحمان الابنودي وألحان بليغ حمدي هي "بحلف بسماها" اغنية كانت ولا تزال قسما صادقا يؤديه كل المناصرين للقضية الفلسطينية، في أغنيته أقسم الابنودي وقال"أحلف بدروبها و أبوابها، أحلف بالقمح وبالمصنع، أحلف بالمدني والمدفع، بأولادي بأيامي الجاية".
فلسطين البوصلة، القضية والارض، لشعب فلسطين تدافعت الموسيقات وعزفت الآلات أجمل المقطوعات وغنت الحناجر "يا شعبي يا عود الند" كلمات توفيق زياد، وهي الأغنية الصرخة الازلية تذكر الكيان الغاصب بجبروت إرادة الشعب الفلسطيني، وانبعاثه من رماد الحرب والموت ليزهر من جديد، فإنا باقون على العهد، باقون كما غنتها فرقة العاشقين منذ السبعينات.
والمايسترا لامار الياس عازفة كمان تعلمت العزف منذ التاسعة، شاركت مع اوركسترا فلسطين الشباب واختيرت من بين مجموعة أسماء لقيادة اوركسترا تولوز الفرنسية للطلاب.
موسيقاه تخترق القلب، مايسترو وعازف قانون بارع، بايقاعاته الرقيقة أختار اللقاء مع الجمهور، فصمت الجميع لينصت لصدق النوتة التي أبدع المايسترو التركي أحمد باران في عزفها ضمن مقطوعة عالمية عنوانها"Pulp fiction"،
لاحمد باران طريقته في مغازلة القانون والانسجام الكلي مع الالة لكأنها قطعة من الروح، للجمهور عزف ايقاعات تركية بعنوان"Taamolet" وعالمية على غرار"mozar't tan son mekup وأبدع في التوليفة بين الايقاعات الشرقية والغربية ولاعبها كساحر أمام القانون فرسم بعزفه عالم موشى بكل ألوان الفرحة والجمال، وصاحبته في الغناء الفنانةMine bitmez وغنتkalamis وhatirla segili، اغان هادئة تماهت كليا مع نغمات الكمنجات وفي الأخير "تشكرات" لجمهور قرطاج.
سهرة قائدي الاوركسترا لقاء حقيقي مع الحلم والفرحة، جولة عبر الموسيقى في التراث الموسيقي العالمي، وكتابة جديدة لاغان يحفظها الجمهور، العرض مساحة للقاء بين فنانين اختلفت جنسياتهم وطريقتهم في العزف والغناء وجمعتهم سيدة القلوب الموسيقى في "ليلة عمر".
رضا الزعيبي