jasminsnews - العقيد محمد صالح الحدري يتحدث عن حرب أكتوبر 1973

العقيد محمد صالح الحدري يتحدث عن حرب أكتوبر 1973


تناول سمينار هذا الأسبوع بمؤسسة التميمي للبحث العلمي ملفا تاريخيا مهما جدا لم ينتبه إليه الجميع من عسكريين ومؤرخين وهو مشاركة الجيش التونسي في حرب أكتوبر 1973.
لقد كان عدد العسكريين التّونسيين في هذه المشاركة بحدود ألف جندي. وقد اتخذ بورقيبة شخصيّا الأمر بإرسالهم إلى جبهة القتال بالمشرق العربي، وهي رسالة إلى الذين شكّكوا في عروبته متهمّين إيّاه بالولاء لفرنسا والولايات المتحدة. ويعلم الجميع مدى عمق التّجاذبات السّياسية والإعلامية الحادّة والسّائدة طيلة الستينات. وعليه كان من أهداف الزّعيم بورقيبة هو إرسال رسالة سياسية جريئة لمصر من أنّه يُعدّ من الرّعيل الأوّل للتّونسيين المؤمنين بالتّواصل الحضاري للأمّة العربية وأنّه من هذا المنطلق الظّرفي الحرج أخذ قراره بالمساهمة في حرب أكتوبر 1973 بإرسال فوج من الجيش التّونسي تحت قيادة الرائد مصطفى حشيشة. وعند وصوله إلى الجبهة أُسند إلى الفوج التّونسي المشاركة في الدّفاع عن قطاع بورسعيد، ضمن الجيش الثّاني المصري. وقد قام القائد المصري سعد الدّين الشّاذلي أيقونة حرب أكتوبر بزيارة موقع الجيش التّونسي وتحصّل العقيد محمد صالح الحدري على إثرها على وسام نوط الشّجاعة العسكرية من الجيش المصري.
و يشرح لنا العقيد (م) الحدري تفاصيل مهمّة جدّا حول الموقع العسكري التّونسي وما قام به، ودعم القوّات المصرية للفوج التّونسي يومئذ. إلّا أنّ القيادة العسكرية التّونسية غيبت مثل هذا الإنجاز الذي تحقّق صحفيا وإعلاميا ولم يستقبل الرّئيس بورقيبة قيادة الفوج التّونسي بعد رجوعه إلى أرض الوطن في جانفي 1974. ونحن نطالب وزارة الدّفاع الوطني التّعهد بإعداد كتاب تذكاري لهذه الحملة التّونسية الأولى من نوعها في المشرق العربي مع نشر بعض التّقارير الفنّية، هذا فضلا عن بعض الصّور المتداولة بشكل نادر للعديد من القيادات التّونسية واستوجب اليوم التّنويه بها في سجلّ حفظ الذّاكرة العسكرية التّونسية.
أمّا العقيد أركان حرب (م) محمد صالح الحدري فهو متخرّج من المعهد الأعلى للدراسات السياسية بباريس وتحصل على شهادة الكفاءة في البحث العلمي ودكتوراه المرحلة الثّالثة من باريس (1988)، ومن المدرسة الحربية العليا بباريس (1985)، ومن مدرسة القيادة والأركان بأمريكا (1980)، ومن مدرسة المدرّعات بأمريكا (1975) ومن مدرسة المشاة بفرنسا (1970) ومن المدرسة العسكرية للإدارة بفرنسا (1965). وكان مستشارا عسكريّا وأمنيّا لدى الوزير الأوّل محمد مزالي ثمّ رشيد صفر، ورئيس قاعة العمليات المركزية بوزارة الدّاخلية ورئيس التشريفات بديوان وزير الدفاع الوطني ورئيس الدّراسات بمكتب العمليات بأركان جيش البر وأستاذا بالأكادمية العسكرية بفندق الجديد وآمر سرية القيادة والإسناد بالفوج الثّامن للمشاة. وقد تمّت إحالته على التقاعد بتاريخ 1 أفريل 1987 وفي 23 أفريل 1991 تمّ إيقافه ثمّ محاكمته بالمحكمة العسكرية بتونس بتهمة تدبير انقلاب عسكري ضدّ بن علي في ما يُعرف بقضية برّاكة السّاحل وحُكم عليه بـثماني سنوات سجن و5 سنوات مراقبة إدارية. وقد تمتّع بالعفو التّشريعي العام الصّادر في فيفري 2011. وأنشأ حزب العدل والتّنمية في جانفي 2011 ليتخلّى عن رئاسته في 1 أفريل 2015. وحاز على الميدالية العسكرية ووسام الشّرف من وزارة الدّاخلية.
 
 
 
 
قراءة 1403 مرات
الدخول للتعليق
اشترك في نشرتنا الإخبارية
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…