jasminsnews - اختتام المهرجان الدولي للفنون الشعبية بأوذنة: عرض "ربيخة" بين وفاء الأصالة وتجديد المعنى

اختتام المهرجان الدولي للفنون الشعبية بأوذنة: عرض "ربيخة" بين وفاء الأصالة وتجديد المعنى

 
?اختتمت فعاليات الدورة الأولى من المهرجان الدولي للفنون الشعبية بأوذنة مساء الثلاثاء 5 أوت 2025، تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، وبدعم من الإدارة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، بعرض فني متميّز حمل عنوان "ربيخة"، قدّمه الفنان نور الدين الكحلاوي بمشاركة ابنته الفنانة مريم الكحلاوي، في تجربة فنية جمعت بين الرمزية العائلية وعمق الرسالة الثقافية.
?وقد شهد العرض حضورًا رسميًا مرموقًا، يتقدّمه السيد عبد الحميد بوقديدة، والي بن عروس، والسيدة أسماء الهمامي معتمدة مدينة مرناق، والسيد مهذب القرفي، المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بولاية بن عروس، والسيد عزيز بالأخضر عضو مجلس النواب، إلى جانب أعضاء المجلس المحلي لمعتمدية مرناق وعدد من إطارات وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية.
?احتضن مسرح الموقع الأثري بأوذنة على الساعة العاشرة ليلاً عرض "ربيخة"، الذي لم يكن مجرد عرض موسيقي، بل فرجة فنية متكاملة احتفت بالتراث التونسي في رؤية معاصرة. فقد قدّم نور الدين ومريم الكحلاوي مشروعًا فنيًا استلهم من لون المزود الشعبي، وأعاد صياغته بأسلوب حداثي يمزج بين الأداء الحي، والإيقاعات التقليدية، والتوزيع الموسيقي العصري، في تجربة جسّدت تلاقح الأجيال وعمق الانتماء الثقافي.
? غنّى نورالدين الكحلاوي خلال هذا العرض باقة من أشهر أعماله التي تفاعل معها الجمهور بحرارة، على غرار "يمشي ويجي"، "لا لا يا غالية"، "أوه.. لالا"، و"شكون فينا ما عندوش ذمّار"، وصولاً إلى "تحت الزربة"، التي شاركته فيها مريم الكحلاوي فوق الركح، في لحظة رمزية مؤثرة جمعت الأب وابنته.
بعدها، ترك لها المجال لتكمل السهرة بأغانٍ مختلفة أبرزت شخصيتها الفنية المستقلة، من بينها: "سرّي في بالي مخبّى"، "يا للا جيتك بدخيل"، "دزّيتيني هاني جيتك"، و"شايب لا لا يا بية"، مؤكدة من خلالها قدرتها على المزج بين الإرث العائلي والهوية الفنية الخاصة بها.
? وقد اختارت مريم نورالدين الكحلاوي أن تؤكد من خلال هذا العمل قدرتها على كسر الصور النمطية، واقتحام عالم المزود الذي لطالما ارتبط بالأداء الرجالي، لتبرهن أن الفن الشعبي لا يعرف حدود النوع، بل هو فضاء مفتوح للإبداع والتجديد.
? من بين أبرز أبعاد العرض، البعد الرمزي العاطفي الذي طبع اللقاء بين الأب وابنته فوق الخشبة، حيث بدا العرض بمثابة تسليم مشعل الأغنية الشعبية من الفنان المخضرم نور الدين الكحلاوي إلى الجيل الجديد ممثّلًا في مريم، التي لم تكتفِ بأداء أغاني والدها بتوزيع جديد، بل قدّمت أيضًا أعمالًا من إنتاجها الخاص، ما يُشير إلى رغبة حقيقية في بناء استمرارية فنية واعية تستند إلى الجذور دون أن تقع في أسر التكرار.
? يمثّل هذا الاختتام تتويجًا ناجحًا لفعاليات الدورة الأولى من مهرجان أوذنة الدولي للفنون الشعبية، الذي سعت من خلاله وزارة الشؤون الثقافية إلى إعادة الاعتبار للتراث الشعبي التونسي وإبراز ثرائه الجهوي والموسيقي، في فضاء أثري ذي رمزية حضارية عميقة. وقد نجح المهرجان في خلق فضاء حيّ للاحتفاء بالفنون الشعبية طيلة عشرة أيام من العروض الفرجوية والسهرات الفنية، التي جمعت تجارب موسيقية متنوّعة من تونس ومن بعض الدول الشقيقة، مما أتاح للجمهور المحلي والزائرين فرصة نادرة لاكتشاف عمق التراث الموسيقي الشعبي من زوايا متعددة.
رضا الزعيبي
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
قراءة 15 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 06 آب/أغسطس 2025 10:32
الدخول للتعليق
اشترك في نشرتنا الإخبارية
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…